بحث متقدم
الزيارة
5609
محدثة عن: 2012/02/19
خلاصة السؤال
هل یحق للمرأة مطالبة الزوج بأجرة الرضاعة فیما اذا ارضعت طفلها؟
السؤال
هل یحق للمرأة مطالبة الزوج بأجرة الرضاعة فیما اذا ارضعت طفلها؟
الجواب الإجمالي

من الضروری الالتفات الى قضیة مهمة و هی أن الاحکام الفقهیة و الاصول الاخلاقیة یکمل بعضها البعض الآخر و لا تنافر بین الاثنین. [1] فاذا سنت الشریعة حکما لشخص أو فئة ما حقا من الحقوق، فصحیح أن له المطالبة باستیفاء ذلک الحق، لکن تبقى الکلمة فی التعالیم الدینیة للتوازن و النظر الى حقوق الآخرین، و الموازنة بین استیفاء الحق و بین الصدمة التی توجه الى سائر الحقوق مثلا او التی تؤدی الى حصول حالة من النفرة و الانفصام العاطفی بین الاثنین.

من هنا لابد ان ننظر الى القضیة المطروحة فی متن السؤال کحق یتحرک فی محیط ثقافی و اجتماعی و علینا ان نرصد الحالة التی نعیش فیها من جهة، و من جهة اخرى نرصد العلاقة بین الزوجین ایضا. فاذا کانت العلاقة قائمة على الحب و الرحمة و التعاطف بین الطرفیة و کان علاقة حمیمة یحکمها الدین، و کان الرجل مقتدرا مالیا فحینئذ یکون ارضاع الطفل من قبل الأم یعکس حالة من الحب و التنزه عن المادیات فی ادارة شؤون العائلة فمن هنا یکون من الضرورة التنازل عن هذا الحق لاجل الحفاظ على مصالح و منافع أهم من ذلک بکثیر. و نحن و لله الحمد نجد فی عالمنا الاسلامی أن نسبة النساء اللواتی یطالب باجرة الرضاعة لا تمثل رقما یعتد به. اما اذا لم یکن للولد مال و لم یکن الأب و الجد و إن علا موسرین تعین على الأم إرضاعه مجانا.

و مع ذلک کله فقد کفلت الشریعة للمرأة هذه الحق – الذی لها الحق المطالبة به أو التنازل عنه- و قد اشار الفقهاء الى هذا الحکم فی رسائلهم العملیة حیث قالوا:

لا یجب على الأم إرضاع ولدها لا مجانا و لا بالأجرة مع عدم الانحصار بها ، بل و مع الانحصار لو أمکن حفظ الولد بلبن و نحوه مع الأمن من الضرر علیه، کما أنه لا یجب علیها إرضاعه مجانا و إن انحصر بها، بل لها المطالبة بأجرة الإرضاع من مال الولد إن کان له مال، و من أبیه إن لم یکن له مال و کان الأب موسرا، نعم لو لم یکن للولد مال و لم یکن الأب و الجد و إن علا موسرین تعین على الأم إرضاعه مجانا، إما بنفسها أو باستئجار مرضعة أخرى، أو بغیره من طرق الحفظ إن لم یکن مضرا له، و تکون الأجرة أو النفقة علیها. [2]

لمزید الاطلاع انظر:

1. وظائف النساء أمام الرجال، سؤال 2918 (الموقع: 3164).

2 . إطاعة النساء للرجال، سؤال 1674 (الموقع: 1345).



[1] انظر: الطباطبایى، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 2، ص 235، دفتر النشر الاسلامی التابع لجماعة مدرسی  الحوزة العلمیة، قم، 1417ق.

[2] الامام الخمینی، تحریر الوسیلة، ج‏2، ص: 312، مسألة 11 ؛ وانظر: منهاج الصالحین (للسیستانی)، ج‏3، ص: 119، المسالة 396.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279422 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257174 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128119 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113186 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88977 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59797 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59519 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56845 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49698 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47148 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...