بحث متقدم
الزيارة
5232
محدثة عن: 2013/08/27
خلاصة السؤال
یقول تعالى: ِ لا تَعْلَمُهُم‏ و فی الآیة الأخری: «وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ»، فهل یوجد تناقض بین هاتین الآیتین؟
السؤال
فی الآیة 101 من سورة التوبة یقول تعالى: «وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ». وفی الآیة 105 من نفس السورة یقول: «وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ»، فهل یوجد تناقض بین هاتین الآیتین؟
الجواب الإجمالي
لایوجد الجواب الاجمالی  النقر  الجواب  التفضیلی
الجواب التفصيلي

یقول الله سبحانه و تعالى فی الآیة 101 من سورة التوبة: «وَ مِمَّنْ حَوْلَکُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَیْنِ ثُمَّ یُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِیمٍ» [1] .

 

و یقول فی الآیة 105: «وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ فَیُنَبِّئُکُمْ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» [2] .

 

و للإجابة عن السؤال عن رفع احتمال التناقض بین هاتین الآیتین نقول:

 

أولاً: فی الآیة الأولى یخاطب الله نبیه و یخبره بوجود منافقین من حوله و أنه لا یعملهم.

 

من المسلم أن المنافق یعمل بطریقة لا یمکن لأحد أن یعرفه، إذن فعدم معرفة المنافق أمرٌ عادی، و أما فی الآیة الأخرى فیقول، کل عمل یصدر منکم یعلمه الله و رسوله و المؤمنون.

 

و لا بد من التوجه إلى أن الکلام فی الآیة عن رؤیة العمل لا رؤیة النیات، و أن نفاق المنافق لیس أمراً ظاهراً و إنما یخفیه فی نیته، فما نسب فی الآیة الأولى إلى النبی من عدم المعرفة هو النفاق المخفی، و ما نسب إلى الرسول من المعرفة یختص بعمل العباد.

 

ثانیاً: و الجواب الأدق هو أن نبی الإسلام و کل واحد من أولیاء الله و الأئمة المعصومین (ع) لا یعلمون من الغیب شیئاً من لدن أنفسهم، و إنما کل ما یعلمونه من خزائن علم الله یلهمهم الله علمه، و بعبارة أخرى أنهم لا یعلمون شیئاً على وجه الاستقلال، و إنما کل ما لدیهم من تعلیم الله. فمعرفة الرسول بالمنافقین فی زمن متأخر أمرٌ صحیح و لکن الله یخاطبه أنک ما کنت تعلمهم فی الزمان الماضی. و على هذا الأساس، ففی البدایة لیس ما یخفى علیه علم المنافقین و حسب، بل هناک أمورٌ أخرى ما کان یعلمها، و لکنه علمها بواسطة الإلهام الإلهی.

 

یخاطب الله سبحانه رسوله فیقول: «وَ کَذَلِکَ أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا کُنْتَ تَدْرِی مَا الْکِتَابُ وَ لَا الْإِیمَانُ وَ لَکِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَ إِنَّکَ لَتَهْدِی إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ» [3] .

 

و فی آیة أخری یقول: «لَا تَدْرِی لَعَلَّ اللَّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِکَ أَمْرًا» [4]

 

و لکن فی الآیات الأخرى یأتی الکلام عن الآیات الکبرى التی یعلمها الله لنبیه الأکرم(ص)، الآیات التی لم یرها أحد: "لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْرى‏". [5]

 

إذن مع أن النبی لم یکن فی بدایة الأمر یعلم شیئاً، و لکن التعلیم الإلهی أطلعه على الآیات الکبرى التی لم یطلع علیها أحد.

 

نأمل أن تکون هذه التوضیحات أعطت إجابة لسؤالکم و للاطلاع یراجع 5460 (الموقع :5690) و  2119 (الموقع 2226) و 339 (الموقع 607) و 579 (الموقع 631).

 

 

[1] مکارم الشیرازی، ناصر، ترجمة القرآن.

[2] المصدر نفسه.

[3] الشورى، 52.

[4] الطلاق، 1.

[5] النجم، 18.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279458 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257315 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128184 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113297 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89017 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59869 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59577 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56877 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49807 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47183 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...