بحث متقدم
الزيارة
6754
محدثة عن: 2011/09/13
خلاصة السؤال
ما هی طریقة تعلّق الروح بالجنین؟ و کیف ینمو الجنین و یکبر قبل حلول الروح فیه؟
السؤال
ما هی الروح؟ و کیف ینفخ الله من روحه فی الجنین أثناء حمل الأم بعد إکمال الشهر الرابع؟ و هل لا توجد روح الله فیه قبل تمام الشهر الرابع مع أن کل خلایا الجنین فی حال النمو حاله حال کل موجود ذی شعورٍ؟
الجواب الإجمالي

الروح موجود مجرد و غیر مادی تلحق بالجنین فی سیره التکاملی أو تحدث منه ثم تطوی مراحل تکاملها. و الروح هی مخلوق من قبل الله کبدن الإنسان و لبیان شرف و عظمة الروح الإنسانیة عبّر الله عنها بقوله "و نفختُ فیه مِن روُحی" حیث جعلها فی مرتبة روحه فأضافها له سبحانه و تعالی تشریفاً لها کأضافة الکعبة و نسبتها له عندما یقول "بیتی".

ثم ان عدم وجود الروح الإنسانیة لا یتنافی مع کون الجنین حیّاً و له حیاة قبل حلول الروح فیه، و ذلک لأن الإنسان له ثلاث مراتب من النفس، و هی النفس النباتیة و الحیوانیة و الإنسانیة. النفس النباتیة هی أسفل مراتب النفس الإنسانیة، و هی التی تتغذی و تکبر بدون وجود أی حس و إدراک و حرکة إرادیة، مثل الزرع و النبات یکبر و ینمو بدون الاحساس و الادراک و الحرکة الارادیة، و وجود هذه النفس النباتیة فی الجنین قبل حلول الروح فیه دلیل علی نموه و وجود الحیاة فیه.

الجواب التفصيلي

لا یوجد أی شک بأن الروح جوهر غیر مادی (مجرد).

یقول الشهید المطهری فی تفسیره للآیة المبارکة "وَ یَسْلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبى‏" [1] : "لأن الروح أمر بسیط و لا یتجزء و لا یُمکن أن نعرفها بالجنس و الفصل و لعل هذا التعریف "من أمر ربی" تعریف بالفاعل، أما أمر الله ما هو؟ فقد اشارت له الآیات الاخری، مثل الآیة المبارکة "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَیْا أَن یَقُولَ لَهُ کُن فَیَکُون‏" [2] فالأمر الإلهی فعل متصف بالذات الإلهیة و لأن الذات الإلهیة غیر مادیة و مجرده عن الزمان و المکان و لأن الروح أمر الله إذا هی موجود غیر مادی.

لکن هذه الروح عندما تلحق بالبدن یُعبّر عنها بالنفس، و فی الواقع أن النفس هی حالة حلول الروح بالبدن و تعلّقها به. طبعاً هناک اختلاف فی تعلّق هذه الروح بالبدن نشیر إلیه باختصار.

فقد ذهب بعض المحقّقین الی القول بأن الروح الإنسانیة مجرده من بدایة الخلقة و الی الأبد، و تلحق بالبدن و تحل فیه عندما یستعد البدن لذلک. و هذه هی النظریة المشهورة بنظریة روحانیة الحدوث و البقاء إذ النفس تکون مجردة و روحانیة فی مرحلة الحدوث و الایجاد و کذلک فی مرحلة البقاء.

و فی مقابل هذه النظریة، نظریة الفیلسوف الکبیر ملا صدرا القائل بأن الروح منذ البدایة موجود جسمانی و تتکامل بالتدریج لتصبح مجردة و هذه النظریة هی النظریة المعبر عنها بکون الروح جسمانیة الحدوث و روحانیة البقاء، فالروح ف ی وجودها مادیة تتکامل بتکامل الجسم و لکنها فی بقائها لا تتبع الجسم و تبقی بعد فناء الجسم فهی روحانیة البقاء. [3]

أما فی جواب الشق الثانی من السؤال فیجب القول بانه لا منافاة بین وجود الشعور و الاحساس للجنین و بین عدم حلول الروح فیه.

ولقد عالج الفلاسفة ه ذه الاشکالیة من خلال تقسیم النفس الی ثلاثة أنواع، النفس النباتیة و النفس الحیوانیة و النفس الإنسانیة، و البشر عندهم هذه الأنفس الثلاث، أما الحیوان فله نوعان منها و النباتات فلا یتوفر الا على النوع الأول منها فقط، و کل نفس لها قواها الخاصة بها التی توجب وجود افعال خاصة. فالنفس النباتیة هی التی تحتاج الی الغذاء و تنمو و النفس الحیوانیة فلها بالاضافة ما للنفس النباتیة من تغذیة و رشد فلها الاحساس و التحرّک الارادی، و النفس الإنسانیة أیضاً تتغذی دائماً و تنمو و تتحرّک بالارادة و لها الإحساس و الادراک، و کل موجود له أحد هذه الأنفس یحسب موجوداً حیاً و لو کان متوفراً علی النفس النباتیة فقط.

إذن الحیاة معنی أعم من امتلاک النفس النباتیة، و یُمکن أن تکون الحیاة موجوده من غیر وجود النفس الإنسانیة بل و حتی الحیوانیة. مثل الجنین قبل حلول الروح فیه، و ذلک لأن خلایا بدنه حیّة بوجود النفس النباتیة مع عدم وجود النفس الإنسانیة لأنه یحتاج الی التغذیة و ینمو کباقی الأنفس النباتیة فیتغذی عن طریق الشعیرات الدمویة و تنمو خلایاه الجسمیة. و هذه الخلایا الحیة تنمو قلیلاً قلیلاً و بحرکتها تصل قابلیتها الی الفعلیة حتی یکون جنیناً متکاملاً و هذا الجنین علی حد قول ملا صدرا [4] نبات بالفعل تظهر عنده قابلیة أن یکون نفساً حیوانیة، ثم أن هذه النفس الحیوانیة تتحوّل قابلیتها التی هی الاحساس و التحرّک بالارادة قلیلاً قلیلاً الی الفعلیة و تظهر عنده قابلیة التحول الی الإنسان، و إذا استطاع أن یحوّل کل القابلیات الإنسانیة الی الفعلیة (جسماً و روحاً) سیتحوّل الی الإنسان الأفضل و الأکمل.

لمزید من الاطلاع عن حقیقة الروح راجعوا المواضیع التالیة:

الأرواح الأربعة فی الإنسانیة، السؤال رقم 4153 (الموقع: 4601).

الروح فی القرآن، السؤال رقم 9944 (الموقع: 9916).



[1]    الاسراء، 85.

[2]    یس، 82.

[3]    لمزید من الاطلاع،انظر: ترخان، قاسم، شخصیة و ثورة الإمام الحسین (ع)، ص25-48، نشر چلچراغ، قم، 1388 هـ.ش.

[4]     الأسفار، ج8، ص136.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • هل یمکن ترک الحجاب لکی لا نتهم بالارهاب؟
    5773 الحقوق والاحکام 2008/12/01
    للاجابة عن السؤال نرسل لکم الاجوبة التی وصلتنا من مکاتب مراجع التقلید العظام  و بالنحو التالی:مکتب حضرة آیة الله العظمی الخامنئی (مد ظله العالی):فی فرض السؤال لا یجوز.مکتب حضرة آیة الله العظمی مکارم الشیرازی (مد ظله العالی):هذا الامر لیس مبرراً لترک الحجاب.جواب مکتب حضرة آیة ...
  • عندما خلق الله تعالى الاشياء من العدم المطلق، فهل يعني ذلك تجلي قدرته في الشكل و القدرة المادية؟
    7715 النظری 2012/03/03
    نعم، الخلق من العدم يعني ذلك؛ و ذلك لان العدم لم يكن شيئا حتى يخلق الله تعالى منه الاشياء، و قد اشارت الروايات الى هذا المعنى بأن قدرة الله تعالى مطلقة و متحدة مع سائر صفاته و خارجة عن مدراكنا العقلية، و أنه لما خلق الله تعالى الاشياء من ...
  • ما المراد من برهانی التمانع و الفرجة؟
    5350 الکلام القدیم 2011/09/21
    یعد برهان التمانع أحد البراهین القرآنیة المتقنة و المحکمة لاثبات توحید الله تعالى و مدبریته و هو البرهان المشار الیه فی قوله تعالى " لو کان فیهما آلهة الا لله".و اما برهان الفرجه فهو البرهان المستل من روایة هشام بن الحکم عن الامام الصادق (ع) ...
  • لماذا تم اختیار محرم الحرام لبدایة السنة الهجریة القمریة؟ مع العلم أن الإمام الحسین (ع) استشهد فی هذا الشهر؟
    8018 تاريخ بزرگان 2008/05/27
    إن بدایة السنة الهجریة القمریة فی محرم الحرام لیست لها علاقة بشهادة الإمام الحسین (ع)، حیث إن شهر محرم الحرام کانت بدایة للسنة القمریة قبل الإسلام، و ان العرب فی العصر الجاهلی کانوا یتخذون من شهر محرم بدایة للسنة القمریة.الجدیر ذکره أن العرب ...
  • هل صحیح، أنه عندما یخرج الدجال یتبعه کل من یحب عثمان!
    5856 الکلام القدیم 2009/10/21
    بعد البحث فی الکتب الروائیة ـ الشیعیة و السنیة ـ عثرنا علی روایة بهذه العبارة: (إن خرج الدجال تبعه من کان یحب عثمان)، رواها زید بن وهب فی کتاب میزان الاعتدلال ـ و هو کتاب رجالی ـ و الراوی و إن کان موثقا عند اکثر الرجالیین السنة، لکن البعض یضعّفه ...
  • ارجو توضیحاً عن حالة الخلسة.
    5488 العملی 2011/12/20
    الخلسة العرفانیة و الملکوتیة، حالة خالصة حاصلة من تحرَرالانسان من الأنا المحدودة المملوءة عذاباً، و الوصول إلی الأنا الحقیقیة و الإتحاد و الذوبان بها و فی الحقیقة هی کیفیة عرفانیِة یصل فیها الإنسان إلی إتحاد نفسه مع ذات نفسه، و لهذه الحالة مراتب و أنواع نشیر إلیها فی الجواب التفصیلی.
  • ما هو حکم الاستنساخ من وجهة نظر الاسلام؟
    6350 الحقوق والاحکام 2008/07/20
    الاستنساخ و خصوصاً الاستنساخ الانسانی هو من المسائل الجدیدة (المستحدثة) و لهذا لم یذکر حکمها فی الآیات و الروایات. و لکن علماء الشیعة و فقهاؤهم طرحوا نظریاتهم فی هذه القضیة و ذلک عبر الاجتهاد فی الآیات و الروایات و توجد الآن حول هذا الموضوع بین فقهاء الشیعة عدة نظریات. 1- ...
  • هل یمکن لغیر الله أن یکون عالماً بالغیب؟
    8799 الکلام القدیم 2008/04/19
    الغیب یعنی اختفاء شیء عن الحواس و الإدراک، و الشهادة بمعنى الظهور. و الشیء الواحد من الممکن أن یکون غیباً لشخص و مشهوداً لشخص آخر، و الأمر متعلق بحدود الشخص الوجودیة و إحاطته بعالم الوجود. و بما أن إحاطة غیر الله محدودة و إحاطة الله کاملة و شاملة لکل شیء، ...
  • هل صحیح ما یقال من أنه لا یجوز النظر الى السماء اثناء الدعاء و وجوب النظر الى باطن الکف؟
    5374 العملیة 2011/06/02
    فی خصوص الاجابة عن السؤال لابد من الالتفات الى الامور التالیة:اولا: ینبغی للانسان أن یکون فی حالة تضرع و ابتهال أثناء الدعاء و طلب الحاجة من الله تعالى.ثانیا: یستحب- إذا أراد القنوت- رفع الیدین، کما یستحب جعلهما فی مقابل الوجه و جعل باطن الکفین نحو السماء و لیضم ...
  • ما هی طبیعة العلاقة بین المشیئة الإلهیة و إرادة الإنسان؟
    6583 الکلام القدیم 2007/01/11
    الإنسان موجود ممکن أی أن أصل وجوده و کل ما یتعلق من شؤونه فی هذا الوجود یحصل علیه من الله سبحانه، و إن الله سبحانه - و من خلال إرادته التکوینیة - خلق الإنسان مختاراً و ذا إرادة و بهذه الخاصیة الفریدة فضله على سائر مخلوقاته. فالإنسان إذن هو أفضل ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    277658 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    251679 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    125573 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    110616 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    87502 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    58124 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    56537 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56073 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    46539 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    46084 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...