بحث متقدم
الزيارة
4953
محدثة عن: 2011/12/13
خلاصة السؤال
هل یمکن تصور اکثر من سبب نزول للآیة الواحدة؟
السؤال
هل النزول المکرر لبعض آیات القرآن الکریم یکشف عن امکانیة وجود اکثر من سبب نزول لها؟ الرجاء ذکر بعض الامثلة لذلک.
الجواب الإجمالي

اختلفت کلمة المفسرین و الباحثین فی خصوص تکرار نزول بعض الآیات، فمنهم من صرح بالتکرار و استدل على کلامه بنزول بعض الآیات، و هناک طائفة أخرى من الباحثین انکرت النزول المکرر و اعتبروا النزل الثانی تحصیل حاصل لا معنى له.

الجواب التفصيلي

ذکر لبعض الآیات من قبیل الآیات ،190[1] و 204،[2] و232،[3]و 267،[4]  من سورة البقرة اکثر من سبب نزول.و من المعروف أن سبب النزل او شأن النزول لا یضیق مفهوم الآیة و یحدده بنفس السبب فقط.

اما فی خصوص تکرار نزول بعض الآیات فقد اختلفت کلمة المفسرین و الباحثین، فمنهم من صرح بالتکرار و استدل على کلامه بنزول بعض الآیات، و هناک طائفة اخرى من الباحثین انکرت النزول المکرر و اعتبرته تحصیل حاصل لا معنى له.

و قد بحثت القضیة فی مواضع کثیرة بنحو مفصل یمکن الرجوع الیها فی کثیر من المواقع القرآنیة حیث تعرض لها الباحثون بنحو من التفصیل.

و لکن من الضروری الاشارة الى الموقف الذی رسمه بعض المفسرین للتعامل مع الروایات التی تشیر الى اکثر من سبب نزول، و هذا المنهج یتمثل فی الخطوات التالیة:

قد ترد روایات متعددة فى اسباب نزول الآیة و تذکر کل روایة سببا صریحا غیر ما تذکره الاخرى.

فللمحققین [5] مقاییس دقیقة فى تعدد اسباب النزول تتلخص فیما یأتی:

1- إذا کانت احدى الروایتین صحیحة و الاخرى غیر صحیحة- اعتمدنا على الصحیحة، وردت غیر الصحیحة.

2- إذا کانت کلتاهما صحیحتین و لإحداهما مرجح- اعتمدنا فی بیان السبب على الراجحة دون المرجوحة.

3- إذا استوت الروایتان فی الصحة، و لا مرجح لإحداهما على الاخرى، و أمکن الأخذ بهما معا لتقارب زمنیهما- أخذنا بهما معا، و حکمنا بنزول الآیة عقب حصول السببین کلیهما.

4- إذا استوت الروایتان فی الصحة و لا مرجح، و لا یمکن الأخذ بهما معا حکمنا بنزول الآیة عقب کل سبب منهما. أی بتکرار نزولها.[6]



[1] انظر: مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏2، ص: 17، نشر مدرسة الامام علی بن أبی طالب، قم، الطبعة الاولی، 1421 ق.

[2] نفس المصدر،  ج‏2، ص: 67.

[3] نفس المصدر،  ج‏2، ص: 171.

[4] نفس المصدر، ج‏2، ص: 308.

[5]  انظر البرهان للزرکشى: 1/ 29. 30. 31. و الإتقان للسیوطی: 1/ 32، نقلا عن تفسیر مقاتل بن سلیمان، ج‏5، ص: 142.

[6]  البلخْ مقاتل بن سلیمان، تفسیر مقاتل بن سلیمان، دار إحیاء التراث، بیروت، 1423 ق، الطبعة الاولى، تحقیق: عبد الله محمود شحات.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257254 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113249 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56857 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49745 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...