بحث متقدم
الزيارة
6165
محدثة عن: 2010/11/09
خلاصة السؤال
هل کل الآیات القرآنیة فیها شفاء للناس؟
السؤال
هل یوجد کتاب یرشد الى التشفی بکل آیة من آیات القرآن و یبین ما فیها من الشفاء؟ الرجاء ارشادی الى مثل هکذا کتاب إن وجد. ثم أساسا هل أن کل الآیات القرآنیة فیها شفاء لامراض الناس الجسمانیة؟
الجواب الإجمالي

اشار الباری تعالى فی بعض آیات الذکر الحکیم الى کون القرآن شفاءً للمؤمنین[1] و یبدو من ظاهر الآیات و بعض الروایات و کلمات المفسرین أنه شفاء من الرذائل الاخلاقیة و الصفات الذمیمة و انه موجه للحرکة باتجاه المعنویات و التقرب الى الله تعالى.[2] و لکن هناک رویات تشیر الى أنه شفاء للاجسام و الابدان ایضاً، و من الواضح جداً أن هذا یتوقف على مدى اخلاص الانسان و رسوخ اعتقاده.[3]

و توجد فی هذا المجال روایة عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "مَا اشْتَکَى أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ شِکَایَةً قَطُّ فَقَالَ بِإِخْلَاصِ نِیَّةٍ وَ مَسَحَ مَوْضِعَ الْعِلَّةِ وَ یَقُولُ (وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لا یَزِیدُ الظَّالِمِینَ إِلَّا خَساراً) إِلا عُوفِیَ مِنْ تِلْکَ الْعِلَّةِ أَیَّةِ عِلَّةٍ کَانَت‏".[4]

اما بالنسبة الى اصل السؤال و انه هل کل آیة من آیات الذکر الحکیم تحمل خاصیة الشفاء و العلاج من مرض من الامراض؟ نقول: لم نعثر فی مصادرنا الروائیة على حدیث یشیر الى هذا المعنى و بطبیعة الحال مع انتفاء الروایات لایمکن أن نتصور وجود کتاب یشیر الى ذلک لان مثل هکذا کتب اساسها و عمادها الروایات نفسها.

الجدیر بالذکر أنه حتى فی الموراد التی نجد فیها توصیة من قبل الائمة بقراءة بعض الآیات لشفاء بعض الامراض لاینبغی الاتکال فقط بل لابد من السعی الطبیعی مضافا الى الاخلاص و الارتباط الروحی بالله تعالى فنطلب منه الشفاء و المعافاة.[5] و هذا لایتنافى مع مراجعة الطبیب المختص، بل هناک روایات تجیز مراجعة الطبیب غیر المسلم أیضاً[6].

و فی الختام: کل آیة من آیات الذکر الحکیم تحمل شفاء معنویاً للبشریة لکن لایوجد عندنا دلیل على أن کل آیة من آیات الذکر الحکیم فیها علاج و شفاء لمرض من الامراض الجسمانیة.



[1] یونس، 57؛ الاسراء، 82؛ فصلت، 44.

[2] المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج 1، ص 217، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404 ق؛ الطباطبائی، محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 10، ص 81، انتشارات جامعه المدرسین، قم، 1417 ق.

[3] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 6، ص 200، ح 7، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 ش.

[4] الحر العاملی، محمد بن الحسن، وسائل الشیعة، ج 2، ص 424، ح 2537، مؤسسة آل البیت، قم، 1409 ق.

[5] الشعراء، 80 ، "وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ یَشْفین‏".

[6] المصدر السابق، ج 7، ص 118، ح 8898.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257227 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128137 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113237 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88993 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59834 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59548 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49726 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47163 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...