بحث متقدم
الزيارة
8875
محدثة عن: 2008/11/29
خلاصة السؤال
من خلال الروایات کیف یجب معاملة أتباع الدیانات الاخری؟
السؤال
من خلال الروایات الاسلامیة کیف یکون تعامل المسلمین مع أتباع الدیانات الاخری؟
الجواب الإجمالي

الاسلام هو دین الفطرة الانسانیة الطاهرة و دین الرأفة و قد جاء من أجل هدایة و إسعاد جمیع البشر. و حیث ان اختیار الدین أمر اختیاری فقد وجد دائماً فی کل المجتمعات الاسلامیة أشخاص غیر مسلمین، من هنا شرع الاسلام مجموعة من التعالیم فی مجال رعایة الحقوق و حسن التعامل و التعایش السلمی مع جمیع الناس و خصوصاً اتباع الأدیان الاخری سواء منهم الذین یعیشون فی المجتمع الاسلامی و تحت الحکومة الاسلامیة (أهل الذمة) أم الذین یعیشون فی مجتمعات غیر اسلامیة، و الکفار من أهل الذمة أیضاً یجب علیهم مراعاة شروط (الذمة)، فاذا لم یراعوا شروط الذمة او صدرت منهم خیانة فانهم یعاقبون طبقاً للقانون الاسلامی.

الجواب التفصيلي

الاسلام هو دین الفطرة الانسانیة الطاهرة و دین الرأفة و قد جاء من أجل هدایة و إسعاد جمیع البشر، و قد أکدت الروایات و الاحادیث علی التعایش السلمی و رعایة الحقوق الانسانیة لغیر المسلمین، و قد أوصی أئمة الاسلام المسلمین دوماً برعایة الانصاف و أداء الحقوق و تجنب الاذی و الاضرار باتباع الدیانات الاخری، و نشیر هنا الی بعض النماذج من ذلک:

یقول النبی الاکرم (ص): "من ظلم معاهداً و کلفه فوق طاقته فانا خصمه یوم القیامة".[1]

و یقول (ص) أیضاً: "من آذی ذمیاً فقد آذانی".[2]

و قال أمیر المؤمنین (ع) أیضاً: "من آذی ذمیاً آذانی".[3]

و قد جعل قادة الاسلام العظام أنفسهم مسؤولین تجاه الوضع المعاشی لغیر المسلمین أیضاً: فقد نقل ابن عباس عن النبی الاکرم (ص) أنه قال: "تصدقوا علی أهل الادیان کلها".[4]

و یقول أمیر المؤمنین (ع) فی جانب من کتابه الی مالک الاشتر: "اشعر قلبک الرحمة للرعیة و المحبة لهم و اللطف بهم و لا تکونن علیهم سبعاً ضاریاً تغتنم اکلهم، فانهم صنفان اما أخ لک فی الدین أو نظیر لک فی الخلق...".[5]

و یجب الالتفات الی ان عهد أمیر المؤمنین (ع) الی مالک الاشتر کان قد صدر فی زمان کان عدد المسلمین فیه فی مصر قلیلاً و لم یمض الا بضع سنوات علی فتح مصر علی ید الجیش الاسلامی و بالطبع فانه فی خلال هذه السنوات القلیلة یکون القلیل منهم فقط قد قبل الاسلام و الاکثریة باقیة علی المسیحیة.[6]

یقول الامام الصادق (ع) عن حقوق أهل الذمة: "و حق أهل الذمة ان تقبل ما قبل الله عز و جل و لا تظلمهم ما وفوا لله عز و جل بعهده "[7].

و قد وردت کذلک وصایا مؤکدة عن النبی (ص) و أئمة الهدی (ع) حول التعایش السلمی للمسلمین مع أتباع الادیان الذین یعیشون فی باقی البلدان و الدول (الحکومات غیر الاسلامیة)، و هی فی الواقع نفس روح التعایش السلمی التی أوصی بها القرآن أیضاً و هی تدل علی أن الاسلام أولاً و بالذات لیس لدیه مشکلة و مواجهة مع أی شخص من غیر المسلمین.

یقول أمیر المؤمنین علی (ع) فی جانب من عهده لمالک الاشتر: "ان عقدت بینک و بین عدوک عقدة او البسته منک ذمة فحط عهدک بالوفاء و ارع ذمتک بالامانة و اجعل نفسک جنة دون ما أعطیت فانه لیس من فرائض الله شیء الناس اشد علیه اجتماعاً مع تفرق أهوائهم و تشتت آرائهم من تعظیم الوفاء بالعهود، و قد لزم ذلک المشرکون فیما بینهم دون المسلمین لما استوبلوا عن عواقب الغدر فلا تغدرّّن بذمتک و لا تخیسن بعهدک و لا تختلن عدوک، فانه لا یجترئ علی الله الا جاهل شقی، و قد جعل الله عهده و ذمته أمنا أفضاة بین العباد برحمته و حریماً یسکنون الی منعته و یستفیضون الی‌ جواره فلا ادغال و لا مدالسة و لاخداع فیه".[8]

و النتیجة هی أن وصایا قادة الاسلام فی العلاقة مع غیر المسلمین هی مراعاة العدل و الانصاف و أداء الحقوق و الاحتراز عن الأذی و الإضرار بأتباع الدیانات الاخری إلاّ إذا صدر منهم خیانة أو نقض للعهد ففی هذه الحالة فان الاسلام قد أصدر حکمه القاطع بمواجهة الفتنة و إطفائها و قال: "قل یا أهل الکتاب لم تصدون عن سبیل الله من آمن تبغونها عوجاً و انتم شهداء و ما الله بغافل عما تعملون".[9]



[1] لا حظ: صدر الدین البلاغی، العدالة و القضاء فی الاسلام، ص 57؛ زین العابدین القربانی، الاسلام و حقوق البشر، ص 397.

[2] صدر الدین البلاغی، نفس المصدر، ص 57.

[3] ابن ابی الحدید، شرح نهج البلاغة، ج 20، ص 253، الحدیث 578.

[4] عفیف عبد الفتاح طبارة، روح الدین الاسلامی، ص 276.

[5] نهج البلاغة، کتاب رقم، 53.

[6] مجلة مدرسة الاسلام (مکتب الاسلام) السنة 8، العدد، 5، ص 49.

[7] وسائل الشیعة، ج 15، ص 177، الباب الثالث.

[8] نهج البلاغة، الکتاب 53.

[9] آل عمران، 99.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • هل ان ابقاء العلکة تحت اللسان فی اثناء الصلاة فیه اشکال؟
    5131 الحقوق والاحکام 2009/11/11
    یقول الإمام الخمینی(قد) و باقی المراجع العظام:ابتلاع اجزاء الطعام المتبقّیة فیما بین الأسنان لایوجب بطلان الصلاة، و لکن إذا بقی القند أو السکّر و ما شابه ذلک فی الفم و ذاب بالتدریج اثناء الصلاة فابتلعه فإن فی صلاته اشکالاً.[1]
  • ما هی الوظائف القانونیة للمرأة تجاه زوجها؟
    11733 الحقوق والاحکام 2008/08/21
    ان الحیاة الزوجیة قوامها و استمراریتها تکمن فی الحب و التفاهم و الاحترام المتبادل بین الزوجین و الاعتراف بحقوق کل من الطرفین. و الدین الاسلامی من أجل تدعیم و تحکیم الاسرة التی هی النواة الاولى للمجتمع حدد لکل من الزوجین مجموعة من الحقوق و الواجبات، لانه تعالى أینما جعل حقا ...
  • ما هو حكم النفساء؟
    6108 الحقوق والاحکام 2012/08/27
    النفاس: هو دم الولادة معها أو بعدها قبل انقضاء عشرة أيام من حينها و لو كان سقط و لم تلج فيه الروح، بل و لو كان مضغة أو علقة إذا علم كونها مبدأ نشوء الولد، و يقال للمرأة نفساء.[1] و من ...
  • ما هی قصة ذبح عبد الله والد النبی (ص)؟
    5824 تاريخ بزرگان 2011/10/16
    الواقعة هی: إن عبد المطلب کان قد دعا الله عز و جل أن یرزقه عشرة بنین و نذر لله عز و جل أن یذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته فلما بلغوا عشرة أولاد قال: قد وفى الله لی فلأفین لله عز و جل. فأدخل ولده الکعبة و أسهم بینهم ...
  • ما هو حدّ العلاقة الجنسیة فی عقد المحرمیة فی فترة الخطوبة؟
    5774 الحقوق والاحکام 2009/11/24
    أن عقد المحرمیة هو فی الحقیقة نفس العقد المؤقت، فهو مثل العقد الدائم فی جواز الاستمتاعات الجنسیة. و لکن یجوز للطرفین أن یشترطا فی ضمن هذا العقد (الزواج المؤقت) أن لا یکون فیه بعض الاستمتاعات الجنسیة، کأن یشترطا عدم الدخول أو ... ففی مثل ذلک یکون العقد صحیحاً ...
  • من هو عبد الله بن مسعود؟ و هل کان یقول بإمامة أمیر المؤمنین (ع)؟
    6870 تاريخ بزرگان 2009/03/02
    یعد عبد الله بن مسعود من صحابة النبی (ص) و قد اشترک فی الکثیر من المعارک فی صدر الاسلام و کان من المقربین من النبی (ص) و من القراء صاحب المصحف المعروف باسمه. و قد اثنى علیه کل من النبی الاکرم (ص) و الامام علی (ع)؛ و هذا یکشف بنحو ...
  • ما هی حدود العُرف و بعُهدة مَنْ تشخیص هذه الحدود؟ و هل هی قابلة للتغییر؟
    6387 الحقوق والاحکام 2008/03/12
    للعُرف أصلان لغویّان:أ ـ الأمر المقبول أو المرغرب فیه.ب ـ المعرفة و التعرف.و فی إصطلاح الفقهاء یطلق على "العادات و التصرفات و النظرة العامة للناس"، أما تعیین حدوده و سعة و ضیق دائرته منوطة بشکل إستعماله و الموارد التی یستعمل فیها، لأن للعُرف معانی مختلفة حسب موارد ...
  • هل من الثابت تاريخياً تخويف هبّار لزينب بنت النبي (ص) و إهدار النبي الاكرم (ص) لدمه؟
    6208 تاريخ بزرگان 2012/04/17
    وردت الروايات المذكورة في المصادر التاريخية بالنحو التالي: كان رسول الله (ص) بعث الى زينب ابنته من يقدم بها من مكة، فعرض لها نفر من قريش فيهم هبار، فنخس بها، و قرع ظهرها بالرمح، و كانت حاملا فاسقطت فردت الى بيوت بنى عبد مناف و كان هبار ...
  • هل یرفض الملاصدرا عملیة التقلید؟
    5390 الفلسفة الاسلامیة 2011/10/31
    یرى هنری کربن بان الملاصدرا من المخالفین للتقلید سواء على مستوى الفقهی أو العرفانی، و یرى کفایة العقل و الشریعة لنیل المقصود و الوصول الى الغایة، و یعد هذا الموقف منه من العوامل المؤثرة التی أدّت الى إخراجه من اصفهان بأمر من الشاه عباس الأول و فرض الاقامة الجبریة علیه ...
  • کیف نجمع بین معذوریة الحائض عن الصیام و بین الزامها –احیانا- بالصیام مدة شهرین متتابعین فی بعض الکفارات؟
    5486 الحقوق والاحکام 2012/02/15
    یکفی فی حصول التتابع فی الشهرین صوم الشهر الأول و یوم من الشهر الثانی، و یجوز له التفریق فی البقیة و لو اختیارا، و لو أفطر فی أثناء ما یعتبر فیه التتابع لغیر عذر وجب استئنافه، و إن کان للعذر کالمرض و الحیض و النفاس و السفر الاضطراری لم یجب ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280423 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259067 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129789 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116110 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89677 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61272 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60526 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57450 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52031 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48044 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...