بحث متقدم
الزيارة
5850
محدثة عن: 2009/01/19
خلاصة السؤال
هل ان منزلة المرأة التی یراها کتاب حلیة المتقین تتناسب مع شأن المرأة؟
السؤال
هل ان کتاب حلیة المتقین طرح منزلة مناسبة مع شأن المرأة؟ و ما هو رأیکم حول هذه الکتاب؟
الجواب الإجمالي

من وجهة نظر الشیعة فانه لا یمکن الوثوق مائة بالمائه بأی کتاب غیر القرآن الکریم، و علیه فیجب ان تبحث المواضیع المطروحة فی الکتب و خصوصاً کتب الحدیث من جهتین: السند و الدلالة، فان کان الموضوع لا یینافی مع الاصول الکلیة للاسلام و التعالیم القرآنیة فیؤخذ به. و حول کتاب حلیة المتقین فمع الاعتراف بالضعف و الاشکال فی بعض روایاته، فانه یمکن القول علی العموم بان ما نقل فی هذا الکتاب عن المعصومین (ع) حول ما یتعلق بکیفیة العلاقات الاخلاقیة او الحقوقیة للحیاة الزوجیة، انما هو بهدف توفیر الطمأنینة و تقویة المحبة بین الزوج و الزوجة و لا تنافی هذا مع النظرة القرآنیة للمرأة، بل ان المذکور فی حلیة المتقین من مدح المرأة و حرمتها یفوق ذلک.

الجواب التفصيلي

قبل توضیح بیان حلیة المتقین بخصوص المرأة و الرجل و موقفنا منه، یلزم التعرف علی نظرة القرآن الکریم و الروایات الواردة عن النبی (ص) و الائمة (ع) حول المرأة و الرجل:

یری القرآن و الروایات ان المرأة و الرجل خلقا من جنس واحد و ان کلا منهما مخلوق للآخر و من اجل توفیر الطمأنینة لکل منهما، و ان الله جعل بینهما مودة خاصة و ان کلا منهما لباس و زینة للآخر، لا ان أحدهما آلة و وسیلة للآخر، و ان کلا منهما سیحصل علی آثار و نتائج أعماله، و انه اذا ثبت حق بالنسبة لأحدهما علی الآخر فانه فی المقابل مسؤول تجاه الآخر أیضاً. و ان للمرأة حقوقها اللائقة بها کما ان علیها وظائفها.[1]

اما حول مورد سؤالکم فینبغی ان نقول: انه من وجهة نظر الشیعة و مذهب اهل البیت (ع) فانه لا یمکن الوثوق و الاعتماد مائة بالمائة علی أی کتاب باستثناء القرآن الکریم، و علیه فیجب ان تبحث المواضیع المطروحة فی الکتب و خصوصاً کتب الحدیث من جهتین: السند و الدلالة، فان کان الموضوع لا یتنافی مع الاصول الکلیة للاسلام و التعالیم القرآنیة فیؤخذ به و الا فلا.

و حول کتاب حلیة المتقین فمع الاعتراف بالضعف و الاشکال فی بعض روایاته، فانه یمکن القول علی العموم بان مواضیع هذا الکتاب،[2] تطرح ثلاث نظرات (بخصوص المرأة و الرجل):

الف. المدح و الثناء لجنس المرأة.

ب. النظرة و السلوک الکریم للرجل بالنسبة للمرآة.

ج. النظرة و السلوک الکریم للمرأة بالنسبة للرجل.

الدلیل علی وجود النظرة الاولی (المدح و الثناء لجنس المرأة) فی هذا الکتاب، ذکر الامور التالیة و الترکیز علیها:

1. ان الله تعالی أرحم بالبنات من البنین. 2. البنت ریحانة تشمها.

3. ان رسول الله (ص) کان أباً لبنات. 4. البنت حسنة و الولد نعمة، و الله تعالی یثیب علی الحسنة و یسأل عن النعمة. 5. من تمنی موت ابنته و مات علی هذا الحال فلا ثواب لأعماله و یحشر فی القیامة مع المذنبین.

الدلیل علی النظرة الثانیة (السلوک الکریم للرجل بالنسبة للمرأة):

وجود مطالب من هذا القبیل

1. حب النساء من اخلاق الأنبیاء (ع). و کثرة حب النساء من سنة رسول الاسلام (ص). و قد حبب الیه من الدنیا الصلاة و الطیب و النساء. 2. حب النساء یزید الایمان. 3. خیرکم خیرکم لاهله. 4. احب العباد الی الله اکثرهم احساناً لأهله. 5. المرأة ریحانة و لیست خادمة. 6. حمایة جمال المرأة و رضاها هو ان لا تکلف بأعمال هی لیست من شأنها. 7. اذا دخلت العروس بیتک فاخلع حذاءها حتی تجلس و تغسل قدمیها و ترش ذلک الماء فی اطراف البیت. 8. حق المرأة ان تشبعها و توفر ملبسها المناسب لکل فصل من الفصول و وسائل زینتها و تهیء وسائل البیت و ان أساءت تعف عنها.

9. اتق الله فی عدم اداء حق المرأة و لکن لا تطع المرأة فی الامور التی تؤدی الی الفساد مثل طلبها لبس الثیاب الخفیفة.

ج – و حصول النظرة الثالثة (السلوک الکریم للمرأة مع الرجل) ورد فی هذا الکتاب مطالب من هذا القبیل:

1. خیر النساء أعطفهن علی زوجها و اولادها، العفیفة. 2. المتزینة لزوجها و التی لا تمتنع عند الخلوة، و ان منعت زوجها عند طلبه الجماع، لعنتها الملائکة. 3. اذا قامت المرأة لاستقبال زوجها او مشایعته فی خروجه و واسته فی المصاعب فانها ستکون من عمال الله و لها نصف أجر الشهید. 4. شر النساء الحقودة علی زوجها. 5. اذا قالت المرأة لم أر خیراً من زوجی فلیس لها ثواب علی أعمالها. 6. یجب علی المرأة اطاعة زوجها، و من الحسنات الدنیویة و الاخرویة للرجل ان تکون امراته مؤمنة یسره النظر الیها و تحفظ ماله و عرضه اذا غاب عنها.

و النتیجة: هی ان ما ذکر فی کتاب حلیة المتقین بخصوص العلاقات الخاصة بین المرأة و الرجل لا یختص بذکر وظائف المرأة فی قبال الرجل، بل ذکر فی هذا الکتاب وظائف الرجل أیضاً، بالاضافة الی ان اکثر الکلام هو فی خصوص اداء حقوق النساء و احترامهن.[3]



[1] لاحظ: الآیات، الروم، 21؛ البقرة، 187؛ النساء، 32؛ البقرة، 228؛ و نهج البلاغة، صبحی الصالح و عبده، الخطبة 216.

[2] لاحظ: حلیة المتقین، باب 4، فصل، 1، 4، 7.

[3] للاطلاع اکثر لاحظ: الحقوق المتبادلة للمرأة و الرجل، المطهری، مرتضی، حقوق المرأة فی الاسلام، مصباح الیزدی، محمد تقی.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هو الادلة التی تثبت صدور حدیث الغدیر؟
    6882 الکلام القدیم 2009/02/03
    واقعة الغدیر من الوقائع المعروفة التی اعلن فیها النبی الاکرم (ص) تنصیب الامام علی (ع) للخلافة بعد رسول الله (ص)، و لقد کان الحدث بمقدار من العظمة حتى انه رواه مائة و عشرة من الصحابة. لکن هذا لا یعنی انحصار الناقلین ممن کان مع الرسول فی تلک القضیة بهذا العدد، ...
  • ما هو رأی الإسلام بخصوص وجود کائنات حیة على الکواکب الأخرى؟
    10341 التفسیر 2008/05/18
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • أرجوا ان تبینوا لی شیئاً مما یتعلق بمسجد جمکران و سبب بنائه.
    8217 تاريخ کلام 2008/07/27
    مسجد جمکران هو أحد الأمکنة المقدسة و المنتسبة إلی صاحب الزمان (عج)، و تأسیس هذا المسجد قبل اکثر من ألف عام بأمر من الامام (عج) فی الیقظة (لا فی المنام)، اما ما یختص بسبب البناء فیمکننا الاشارة الی الموارد التالیة:اولاً: ان للمجسد مقاماً خاصاً فی الثقافة الاسلامیة، فان القیمة ...
  • لماذا أجاب القرآن عن السؤال فیما یخص الأنفال عن ملکیتها؟
    5575 التفسیر 2010/07/15
    مع ملاحظة القرائن و الشواهد و دراسة التفاسیر لدى السنة و الشیعة یمکن الوصول الى نتجة مؤداها أن ماهیة (الأنفال) کانت معروفة قبل نزول الآیة، بل قبل ظهور الإسلام، و لذلک لا معنى للسؤال عنها، و إن السؤال عنها الوارد فی أول سورة الأنفال إنما هو عن ...
  • عدم نجاسة کل من المذی و الوذی و الودی
    8506 الحقوق والاحکام 2009/01/03
    هذه الامور الثلاثة: المذی و الوذی و الودی، و الأوّل هو ما یخرج بعد الملاعبة، و الثانی ما یخرج بعد خروج المنیّ، و الثالث ما یخرج بعد خروج البول، کلها طاهرة.نعم اذا اختلط الودی بالبول أو اتصل به فهو نجس من هذه الناحیة.کذلک قال الفقهاء انه اذا استبرأ ...
  • ما المقصود من أن الأئمة لیس لهم استقلال وجودی؟
    5372 الکلام القدیم 2011/06/14
    یأتی هذا البحث فی ذیل الأبحاث الخاصة بمقامات الأئمة (ع) حیث إننا نعتقد على أساس الروایات بمقامات خاصة للأئمة فی علمهم و قدرتهم و ولایتهم و مسائل أخرى ما قد یؤدی إلى توهم البعض باستقلالهم الذی یستلزم الشرک و من هنا تطرح قضیة عدم الاستقلال لرفع ذلک التوهم.
  • لماذا لم یؤلف الإمام کتاباً فی زمن الغیبة من أجل هدایة الناس؟
    7258 الکلام القدیم 2009/05/09
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی. ...
  • لماذا نذكر في الركوع اسم "العظيم" و في السجود اسم "الأعلى"؟
    21555 الکلام القدیم 2012/05/17
    السبب الرئيسي لترديدنا هذين الذكرين و هما "سبحان ربّي العظيم و بحمده" و "سبحان ربّي الأعلى و بحمده" في الركوع و السجود، هو الأمر الإلهي، فقد أكدت الروايات على الأمر بهذا الفعل. لكن و مع كونها أمراً إلهياً، من الممكن أن نعثر لها على حكم ما.
  • ما هی منزلة الألفاظ فی الوحی الإلهی؟
    6185 التفسیر 2009/12/01
    لکل شیء أربعة أنحاء من الوجود: الوجود اللفظی و الوجود الکتبی و الوجود الذهنی و الوجود الخارجی. و للوحی أیضاً هذه الأنحاء الأربعة من الوجود، و کمثال علی ذلک نقول حول الوجود الخارجی للقرآن أن هذا القرآن نزل علی النبی عن طریق الوحی بنفس هذه الألفاظ و له ...
  • هل صحیح أن الامام أمیر المؤمنین (ع) خاطب ولده العباس (ع) بقوله: "إنک ذخر لولدی الحسین"؟
    6535 تاريخ بزرگان 2011/10/06
    لاریب أن العباس بن علی (ع) جعل من نفسه وقفاً فی خدمة الاسلام و فی خدمة أخیه الحسین (ع) و تشهد مواقفه العظیمة یوم عاشوراء على مدى الاخلاص الذی کان یتحلى به تجاه أخیه الحسین (ع)، الأمر الذی جعل له منزلة خاصة حتى بین الشهداء و کما شهد بذلک ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281402 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    261503 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130443 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    118797 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90293 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62004 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61826 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57938 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53506 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49918 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...