بحث متقدم
الزيارة
5581
محدثة عن: 2009/01/19
خلاصة السؤال
هل ان منزلة المرأة التی یراها کتاب حلیة المتقین تتناسب مع شأن المرأة؟
السؤال
هل ان کتاب حلیة المتقین طرح منزلة مناسبة مع شأن المرأة؟ و ما هو رأیکم حول هذه الکتاب؟
الجواب الإجمالي

من وجهة نظر الشیعة فانه لا یمکن الوثوق مائة بالمائه بأی کتاب غیر القرآن الکریم، و علیه فیجب ان تبحث المواضیع المطروحة فی الکتب و خصوصاً کتب الحدیث من جهتین: السند و الدلالة، فان کان الموضوع لا یینافی مع الاصول الکلیة للاسلام و التعالیم القرآنیة فیؤخذ به. و حول کتاب حلیة المتقین فمع الاعتراف بالضعف و الاشکال فی بعض روایاته، فانه یمکن القول علی العموم بان ما نقل فی هذا الکتاب عن المعصومین (ع) حول ما یتعلق بکیفیة العلاقات الاخلاقیة او الحقوقیة للحیاة الزوجیة، انما هو بهدف توفیر الطمأنینة و تقویة المحبة بین الزوج و الزوجة و لا تنافی هذا مع النظرة القرآنیة للمرأة، بل ان المذکور فی حلیة المتقین من مدح المرأة و حرمتها یفوق ذلک.

الجواب التفصيلي

قبل توضیح بیان حلیة المتقین بخصوص المرأة و الرجل و موقفنا منه، یلزم التعرف علی نظرة القرآن الکریم و الروایات الواردة عن النبی (ص) و الائمة (ع) حول المرأة و الرجل:

یری القرآن و الروایات ان المرأة و الرجل خلقا من جنس واحد و ان کلا منهما مخلوق للآخر و من اجل توفیر الطمأنینة لکل منهما، و ان الله جعل بینهما مودة خاصة و ان کلا منهما لباس و زینة للآخر، لا ان أحدهما آلة و وسیلة للآخر، و ان کلا منهما سیحصل علی آثار و نتائج أعماله، و انه اذا ثبت حق بالنسبة لأحدهما علی الآخر فانه فی المقابل مسؤول تجاه الآخر أیضاً. و ان للمرأة حقوقها اللائقة بها کما ان علیها وظائفها.[1]

اما حول مورد سؤالکم فینبغی ان نقول: انه من وجهة نظر الشیعة و مذهب اهل البیت (ع) فانه لا یمکن الوثوق و الاعتماد مائة بالمائة علی أی کتاب باستثناء القرآن الکریم، و علیه فیجب ان تبحث المواضیع المطروحة فی الکتب و خصوصاً کتب الحدیث من جهتین: السند و الدلالة، فان کان الموضوع لا یتنافی مع الاصول الکلیة للاسلام و التعالیم القرآنیة فیؤخذ به و الا فلا.

و حول کتاب حلیة المتقین فمع الاعتراف بالضعف و الاشکال فی بعض روایاته، فانه یمکن القول علی العموم بان مواضیع هذا الکتاب،[2] تطرح ثلاث نظرات (بخصوص المرأة و الرجل):

الف. المدح و الثناء لجنس المرأة.

ب. النظرة و السلوک الکریم للرجل بالنسبة للمرآة.

ج. النظرة و السلوک الکریم للمرأة بالنسبة للرجل.

الدلیل علی وجود النظرة الاولی (المدح و الثناء لجنس المرأة) فی هذا الکتاب، ذکر الامور التالیة و الترکیز علیها:

1. ان الله تعالی أرحم بالبنات من البنین. 2. البنت ریحانة تشمها.

3. ان رسول الله (ص) کان أباً لبنات. 4. البنت حسنة و الولد نعمة، و الله تعالی یثیب علی الحسنة و یسأل عن النعمة. 5. من تمنی موت ابنته و مات علی هذا الحال فلا ثواب لأعماله و یحشر فی القیامة مع المذنبین.

الدلیل علی النظرة الثانیة (السلوک الکریم للرجل بالنسبة للمرأة):

وجود مطالب من هذا القبیل

1. حب النساء من اخلاق الأنبیاء (ع). و کثرة حب النساء من سنة رسول الاسلام (ص). و قد حبب الیه من الدنیا الصلاة و الطیب و النساء. 2. حب النساء یزید الایمان. 3. خیرکم خیرکم لاهله. 4. احب العباد الی الله اکثرهم احساناً لأهله. 5. المرأة ریحانة و لیست خادمة. 6. حمایة جمال المرأة و رضاها هو ان لا تکلف بأعمال هی لیست من شأنها. 7. اذا دخلت العروس بیتک فاخلع حذاءها حتی تجلس و تغسل قدمیها و ترش ذلک الماء فی اطراف البیت. 8. حق المرأة ان تشبعها و توفر ملبسها المناسب لکل فصل من الفصول و وسائل زینتها و تهیء وسائل البیت و ان أساءت تعف عنها.

9. اتق الله فی عدم اداء حق المرأة و لکن لا تطع المرأة فی الامور التی تؤدی الی الفساد مثل طلبها لبس الثیاب الخفیفة.

ج – و حصول النظرة الثالثة (السلوک الکریم للمرأة مع الرجل) ورد فی هذا الکتاب مطالب من هذا القبیل:

1. خیر النساء أعطفهن علی زوجها و اولادها، العفیفة. 2. المتزینة لزوجها و التی لا تمتنع عند الخلوة، و ان منعت زوجها عند طلبه الجماع، لعنتها الملائکة. 3. اذا قامت المرأة لاستقبال زوجها او مشایعته فی خروجه و واسته فی المصاعب فانها ستکون من عمال الله و لها نصف أجر الشهید. 4. شر النساء الحقودة علی زوجها. 5. اذا قالت المرأة لم أر خیراً من زوجی فلیس لها ثواب علی أعمالها. 6. یجب علی المرأة اطاعة زوجها، و من الحسنات الدنیویة و الاخرویة للرجل ان تکون امراته مؤمنة یسره النظر الیها و تحفظ ماله و عرضه اذا غاب عنها.

و النتیجة: هی ان ما ذکر فی کتاب حلیة المتقین بخصوص العلاقات الخاصة بین المرأة و الرجل لا یختص بذکر وظائف المرأة فی قبال الرجل، بل ذکر فی هذا الکتاب وظائف الرجل أیضاً، بالاضافة الی ان اکثر الکلام هو فی خصوص اداء حقوق النساء و احترامهن.[3]



[1] لاحظ: الآیات، الروم، 21؛ البقرة، 187؛ النساء، 32؛ البقرة، 228؛ و نهج البلاغة، صبحی الصالح و عبده، الخطبة 216.

[2] لاحظ: حلیة المتقین، باب 4، فصل، 1، 4، 7.

[3] للاطلاع اکثر لاحظ: الحقوق المتبادلة للمرأة و الرجل، المطهری، مرتضی، حقوق المرأة فی الاسلام، مصباح الیزدی، محمد تقی.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • هل ان ابقاء العلکة تحت اللسان فی اثناء الصلاة فیه اشکال؟
    5131 الحقوق والاحکام 2009/11/11
    یقول الإمام الخمینی(قد) و باقی المراجع العظام:ابتلاع اجزاء الطعام المتبقّیة فیما بین الأسنان لایوجب بطلان الصلاة، و لکن إذا بقی القند أو السکّر و ما شابه ذلک فی الفم و ذاب بالتدریج اثناء الصلاة فابتلعه فإن فی صلاته اشکالاً.[1]
  • ما هی الوظائف القانونیة للمرأة تجاه زوجها؟
    11733 الحقوق والاحکام 2008/08/21
    ان الحیاة الزوجیة قوامها و استمراریتها تکمن فی الحب و التفاهم و الاحترام المتبادل بین الزوجین و الاعتراف بحقوق کل من الطرفین. و الدین الاسلامی من أجل تدعیم و تحکیم الاسرة التی هی النواة الاولى للمجتمع حدد لکل من الزوجین مجموعة من الحقوق و الواجبات، لانه تعالى أینما جعل حقا ...
  • ما هو حكم النفساء؟
    6108 الحقوق والاحکام 2012/08/27
    النفاس: هو دم الولادة معها أو بعدها قبل انقضاء عشرة أيام من حينها و لو كان سقط و لم تلج فيه الروح، بل و لو كان مضغة أو علقة إذا علم كونها مبدأ نشوء الولد، و يقال للمرأة نفساء.[1] و من ...
  • ما هی قصة ذبح عبد الله والد النبی (ص)؟
    5824 تاريخ بزرگان 2011/10/16
    الواقعة هی: إن عبد المطلب کان قد دعا الله عز و جل أن یرزقه عشرة بنین و نذر لله عز و جل أن یذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته فلما بلغوا عشرة أولاد قال: قد وفى الله لی فلأفین لله عز و جل. فأدخل ولده الکعبة و أسهم بینهم ...
  • ما هو حدّ العلاقة الجنسیة فی عقد المحرمیة فی فترة الخطوبة؟
    5774 الحقوق والاحکام 2009/11/24
    أن عقد المحرمیة هو فی الحقیقة نفس العقد المؤقت، فهو مثل العقد الدائم فی جواز الاستمتاعات الجنسیة. و لکن یجوز للطرفین أن یشترطا فی ضمن هذا العقد (الزواج المؤقت) أن لا یکون فیه بعض الاستمتاعات الجنسیة، کأن یشترطا عدم الدخول أو ... ففی مثل ذلک یکون العقد صحیحاً ...
  • من هو عبد الله بن مسعود؟ و هل کان یقول بإمامة أمیر المؤمنین (ع)؟
    6870 تاريخ بزرگان 2009/03/02
    یعد عبد الله بن مسعود من صحابة النبی (ص) و قد اشترک فی الکثیر من المعارک فی صدر الاسلام و کان من المقربین من النبی (ص) و من القراء صاحب المصحف المعروف باسمه. و قد اثنى علیه کل من النبی الاکرم (ص) و الامام علی (ع)؛ و هذا یکشف بنحو ...
  • ما هی حدود العُرف و بعُهدة مَنْ تشخیص هذه الحدود؟ و هل هی قابلة للتغییر؟
    6387 الحقوق والاحکام 2008/03/12
    للعُرف أصلان لغویّان:أ ـ الأمر المقبول أو المرغرب فیه.ب ـ المعرفة و التعرف.و فی إصطلاح الفقهاء یطلق على "العادات و التصرفات و النظرة العامة للناس"، أما تعیین حدوده و سعة و ضیق دائرته منوطة بشکل إستعماله و الموارد التی یستعمل فیها، لأن للعُرف معانی مختلفة حسب موارد ...
  • هل من الثابت تاريخياً تخويف هبّار لزينب بنت النبي (ص) و إهدار النبي الاكرم (ص) لدمه؟
    6208 تاريخ بزرگان 2012/04/17
    وردت الروايات المذكورة في المصادر التاريخية بالنحو التالي: كان رسول الله (ص) بعث الى زينب ابنته من يقدم بها من مكة، فعرض لها نفر من قريش فيهم هبار، فنخس بها، و قرع ظهرها بالرمح، و كانت حاملا فاسقطت فردت الى بيوت بنى عبد مناف و كان هبار ...
  • هل یرفض الملاصدرا عملیة التقلید؟
    5390 الفلسفة الاسلامیة 2011/10/31
    یرى هنری کربن بان الملاصدرا من المخالفین للتقلید سواء على مستوى الفقهی أو العرفانی، و یرى کفایة العقل و الشریعة لنیل المقصود و الوصول الى الغایة، و یعد هذا الموقف منه من العوامل المؤثرة التی أدّت الى إخراجه من اصفهان بأمر من الشاه عباس الأول و فرض الاقامة الجبریة علیه ...
  • کیف نجمع بین معذوریة الحائض عن الصیام و بین الزامها –احیانا- بالصیام مدة شهرین متتابعین فی بعض الکفارات؟
    5486 الحقوق والاحکام 2012/02/15
    یکفی فی حصول التتابع فی الشهرین صوم الشهر الأول و یوم من الشهر الثانی، و یجوز له التفریق فی البقیة و لو اختیارا، و لو أفطر فی أثناء ما یعتبر فیه التتابع لغیر عذر وجب استئنافه، و إن کان للعذر کالمرض و الحیض و النفاس و السفر الاضطراری لم یجب ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280423 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259067 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129789 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116110 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89677 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61272 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60526 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57450 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52031 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48044 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...