بحث متقدم
الزيارة
11045
محدثة عن: 2008/06/23
خلاصة السؤال
أرجو ذکر دعاء یختص بالحصول على زوجة صالحة و مناسبة.
السؤال
أرجو ذکر دعاء یختص بالحصول على زوجة صالحة و مناسبة.
الجواب الإجمالي

إن الله سبحانه قد جعل لکل شیء سببا او اسبابا، و للوصول إلى هذه الأشیاء یجب العمل عن طریق أسبابها. و ان الطریق المناسب للعثور على زوجة مناسبة هی البحث و الاستقصاء الدقیق. و بالتأکید یجب علینا أن نطلب العون من الله سبحانه فی نفس الوقت لکی یهدینا إلى المعرفة الصحیحة و لکی تکون نتیجة سعینا مفیدة و مثمرة.

و یجب أن یکون هنالک سعی و مثابرة جدیة و إستقصاء فی جمیع جوانب هذه المسألة إضافة إلى التوسل بألادعیة المنقولة عن الأئمة الأطهار (ع) فی هذا المجال، و من هذه الأدعیة الدعاء الذی نقل عن الإمام علی (ع)، حیث یقول: " من أراد منکم الزواج فعلیه أن یصلی رکعتین و یقرأ فی کل منهما فاتحة الکتاب و سورة یس، و بعد الحمد و الثناء لله یقول:" اللهم ارزقنی زوجة ودوداً ولوداً شکوراً غیوراً إن أحسنت شکرت و ان أسأت غفرت و ان ذکرت الله تعالى أعانت و ان نسیت ذکرت و ان خرجت من عندها حفظت (إسراری و أموالی و ماء وجهی) و ان دخلت علیها سرت و ان أمرتها أطاعتنی و ان أقسمت علیها أبرت قسمی و ان امرتها ان تنجز شیئاً أنجزت ذلک الشیء و ان غضبت علیها أرضتنی یا ذا الجلال و الإکرام هب لی ذلک فإنما أسالک و لا آخذ إلا ما مننت و أعطیت".

الجواب التفصيلي

إن الله سبحانه و تعالى قد دبر أمور الکون وفق نظام و حکم خاصة و قد جعل لکل ظاهرة و واقعة أسبابا و عللا خاصة بها، و لا یمکن الوصول إلى هدف معین إلا عن طریق العلل و الأسباب الخاصة بها.

إن موضوع اختیار الزوجة من المواضیع التی اعطاها البارئ عزوجل أهمیة خاصة و بالغة، و لذلک وردت فی القرآن الکریم[1]، و أحادیث المعصومین (ع) خصوصیات الزوجة الصالحة، إضافة إلى ذلک، على الرجل الذی یرید أن یختار زوجة له أن یسعى لاختیار زوجة تکون بمستواه من الناحیة العلمیة و الثقافیة و الاجتماعیة و الاقتصادیة و... .

و ان الطریق الأمثل للحصول على الزوجة المناسبة و المؤمنة هو:

أولا: معرفة ملاک و معاییر التقوى و الإیمان.

ثانیاً: التحقیق و التقصی بخصوص وجود أو عدم وجود هذه المعاییر و الملاکات فی البنت التی یراد الارتباط بها، و یمکن إجراء و تطبیق هذا التحقیق بطرق مختلفة کالتحدث مباشرة مع نفس الفتاة أو التقصی عن سمعة العائلة، و السؤال عن سوابق الصدیقات و المقربات منها، و کذلک التحقیق و السؤال من زملاء عملها و من جیرانها و أقربائها، و کذلک یجب على الانسان فی هذه الحالة الدعاء و طلب المساعدة من الله سبحانه لکی یساعده و یسهل علیه أمره فی مجال اختیار الزوجة المناسبة، و لذلک یجب على الإنسان أن یتحرک أولا فی هذا المجال و من ثم یطلب من الله سبحانه إن یکون هذا التحرک و هذا الإقدام فی الطریق الصحیح و ان یصل إلى مراده و مبتغاه الحقیقی و الواقعی.

إن المعنى الحقیقی و الواقعی للدعاء و الاستعانة بالله فی جمیع الأمور و الاعمال یجب أن تکون بهذا الشکل الذی ذکرناه، و ان الإسلام لا یحبذ بأی حال من الأحوال للرجل الذی یرید الحصول على زوجة صالحة، ان یلتجأ إلى الدعاء فقط بدون أن یکون هنالک سعی و مثابرة فی هذا المجال عن طریق السؤال و التحقیق و البحث إلى غیر ذلک من الاقدامات و الإجراءات التی یتوجب علیه انجازها، لإن هذا الدعاء سوف لا یستجاب أبداً، حیث إن الدعاء یستجاب فی الوقت الذی نبذل قصارى جهدنا لتهیئة و توفیر الأسباب و العلل التی تؤدی إلى تحقیق الهدف المنشود و بعد ذلک نطلب العون و المدد من الله سبحانه لکی یسهل الطریق و یسدد خطواتنا للوصول إلى هذه الأهداف.

إن جمیع الأدعیة المرویة عن الأئمة الأطهار (ع)، تؤکد على وجوب أن یرافق الدعاء سعی و مثابرة و تحقیق فی جمیع الجوانب للوصول إلى الهدف المنشود و هو الحصول على زوجة صالحة، و احد الأدعیة المنقولة عن الأئمة الأطهار (ع)، هو الدعاء المنقول عن الإمام علی (ع) حیث یقول: " من أراد منکم الزواج فعلیه أن یصلی رکعتین و یقرأ فی کل منهما فاتحة الکتاب و سورة یس، و بعد الحمد و الثناء لله یقول:" اللهم ارزقنی زوجة ودوداً ولوداً شکوراً غیوراً إن أحسنت شکرت و ان أسأت غفرت و ان ذکرت الله تعالى أعانت و ان نسیت ذکرت و ان خرجت من عندها حفظت (إسراری و أموالی و ماء وجهی) و ان دخلت علیها سرت و ان أمرتها أطاعتنی و ان أقسمت علیها أبرت قسمی و ان امرتها ان تنجز شیئاً أنجزت ذلک الشیء و ان غضبت علیها أرضتنی یا ذا الجلال و الإکرام هب لی ذلک فإنما أسالک و لا آخذ إلا ما مننت و أعطیت"، ثم یقوم بذلک (الصلاة و الدعاء)، سیعطیه الله ما طلب[2].



1- النور، 26؛ التحریم 5.

2- جعفریات، ص110، ذکر هذا الدعاء فی بحار الأنوار، ج 100، ص 269، بشیء من التصرف کما یلی: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی زَوْجَةً صَالِحَةً وَدُوداً وَلُوداً شَکُوراً قَنُوعاً غَیُوراً إِنْ أَحْسَنْتُ شَکَرَتْ وَ إِنْ أَسَأْتُ غَفَرَتْ وَ إِنْ ذَکَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَعَانَتْ وَ إِنْ نَسِیتُ ذَکَّرَتْ وَ إِنْ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا حَفِظَتْ وَ إِنْ دَخَلْتُ عَلَیْهَا سُرَّتْ وَ إِنْ أَمَرْتُهَا أَطَاعَتْنِی وَ إِنْ أَقْسَمْتُ عَلَیْهَا أَبَرَّتْ قَسَمِی وَ إِنْ غَضِبْتُ عَلَیْهَا أَرْضَتْنِی یَا ذَا­الْجَلَالِ وَ الْإِکْرَامِ هَبْ لِی ذَلِکَ فَإِنَّمَا أَسْأَلُکَ وَ لَا أَجِدُ إِلَّا مَا قَسَمْتَ لِی‏.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279309 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256747 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128014 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112644 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88883 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59523 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59313 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56785 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49246 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47086 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...