بحث متقدم
الزيارة
6682
محدثة عن: 2011/06/14
خلاصة السؤال
ما الدلیل على لزوم توقیر السادة و إکرامهم؟ و هل هناک فارق طبقی بین السادة و عامة الناس سواء فی الدنیا أم الآخرة؟
السؤال
ما الدلیل على لزوم توقیر السادة و إکرامهم؟ و هل هناک فارق طبقی بین السادة و عامة الناس سواء فی الدنیا أم الآخرة؟
الجواب الإجمالي

السَّیِدُ یطلق على عدة معان منها: الفاضل و الکریم و الحلیم و الرئیس و المقدَّم‏. و یطلق فی أدبیات الشعب الایرانی و الشیعة عامة على من ینتسب الى الرسول الأکرم (ص) عن طریق السیدة فاطمة (ع). و الذی ینتسب من جهة الأب إلى العباس بن علی بن أبی طالب (ع) یکون سیداً علویاً، و کل من السادة العلویین و العقیلیین من الهاشمیین فلهم حق الاستفادة من المزایا الخاصة للسادة الهاشمیین.

الجدیر بالذکر أن هذا الاحترام یعد أمراً طبیعیا و علامة على حب النبی الأکرم (ص) فمن یحب شخصاً یحب من ینتسب الیه، فهذا فی حقیقته یعود الى حب النبی (ص) و توقیره و یعد تجلیلاً للاهداف التی نادى بها الرسول (ص).

ثم إن السادة مع الاحترام الخاص الذی یحظون به بسبب العلقة النسبیة التی بینهم و بین الرسول (ص)، لکن ذلک لا یعنی تفضیلهم على غیرهم فی التکالیف و الوظائف الشرعیة التی ینبغی أن یلتزم بها الانسان المسلم، فلم یعذر السادة عن تلک التکالیف بسبب انتسابهم الیه (ص).

الجواب التفصیلی:

السَِّّدُ یطلق على عدة معان منها: الشریف و الفاضل و الکریم و الحلیم و مُحْتَمِل أَذى قومه و الزوج و الرئیس و المقدَّم‏.[1]

و یطلق فی أدبیات الشعب الایرانی و الشیعة عامة على من ینتسب الى الرسول الأکرم (ص) عن طریق السیدة فاطمة (ع).

و الذی ینتسب من جهة الأب إلى العباس بن علی بن أبی طالب (ع) یکون سیداً علویاً، و کل من السادة العلویین و العقیلیین من الهاشمیین فلهم حق الاستفادة من المزایا الخاصة للسادة الهاشمیین.[2]

احترام السادة فی الآیات و الروایات:

لاریب أن الدین الاسلامی یحترم الانسان مطلقاً، و لکنه فی الوقت نفسه یجعل للمسلم و المؤمن إحتراماً خاصاً، کذلک یرى لمن ینتسب الى الرسول الاکرم (ص) و ابناء الزهراء (س) من المؤمنین و المسلمین خصوصیة أخرى حیث یؤکد على إحترامهم و توقیرهم.

و یمکن الاشارة هنا الى آیة المودة کاحد الأدلة التی یمکن الاستناد الیها فی هذا المجال حیث قال عز وجل:"قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى‏".[3]

و تعود جذور تکریم السادة الى هذه الآیة التی تشیر بصورة مباشرة الى عترة النبی الأکرم (ص) و أما إحترام السادة من ذریته فبتوسط إمهم الزهراء (س) خاصة الذین یرجع نسبهم الى أحد الائمة (ع).

و قد أمر الله تعالى نبیّه الکریم بان یخبر الأمة بتوقیر و حب أهل بیته و ذریته لان فی توقیرهم أجر الرسالة و لأنه یمثل مصداق الاحترام له (ص).

کذلک ورد  فی الروایات التأکید على حبّهم و توقیرهم و إکرامهم، منها:

1. قال رسولُ اللَّه (ص): "إِنِی شافعٌ یومَ القیامة لأربعة أَصناف و لو جاءُوا بذنوب أَهل الدُّنیا رجلٌ نصر ذرِیَّتی و رجلٌ بذل مالهُ لذریَّتی عند المضیق و رجلٌ أحبَّ ذرِیَّتی باللِّسان و بالقلب و رجلٌ یسعى فی حوائجِ ذرِیَّتی إِذا طُرِدُوا أَو شرِدُوا".[4]

2. ورد عن النبی الأکرم (ص) ما معناه:"اکرموا الصالح من ذریتی لله و المسیء لأجلی".[5]

3.روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "إذا کان یوم القیامة نادى منادٍ: أیّها الخلائق أنصتوا فإنّ محمّداً یکلّمکم، فینصت الخلائق فیقوم النبی (ص) فیقول: یا معشر الخلائق من کانت له عندی ید أو منّة أو معروف فلیقم حتى أکافیه، فیقولون بآبائنا و أمّهاتنا و أیّ منّة و أیّ معروف لنا بل الید و المنّة و المعروف للَّه و لرسوله على جمیع الخلائق!، فیقول: بلى من آوى أحداً من أهل بیتی أو برّهم أو کساهم من عرى أو أشبع جائعهم فلیقم حتى أکافیه، فیقوم أناس قد فعلوا ذلک، فیأتی النداء من عند اللَّه:

یا محمّد یا حبیبی قد جعلت مکافأتهم إلیک فأسکنهم من الجنّة حیث شئت، فیسکنهم فی الوسیلة حیث لا یحجبون عن محمّد و أهل بیته صلوات اللَّه علیهم".[6]

الجدیر بالذکر أن هذا الاحترام یعد أمراً طبیعیا و علامة على حب النبی الأکرم (ص) فمن أحب شخصاً یحب من ینتسب الیه و هذا فی حقیقته یعود الى حب النبی (ص) و توقیره و یعد تجلیلا للاهداف التی نادى بها الرسول (ص).

السادة وغیر السادة فی الدنیا و الاخرة:

ان السادة و ان کان لهم إحترامهم الخاص بسبب العلقة النسبیة التی بینهم و بین الرسول (ص)، لکن:

1. لا یختلف السادة عن غیرهم فی التکالیف و الوظائف الشرعیة التی ینبغی أن یلتزم بها الانسان المسلم، فلم یعذروا عن تلک التکالیف بسبب إنتسابهم، فالکل مسؤول أمام الله تعالى و الکل محاسب و لکل صحیفته الخاصة به یوم القیامة.[7]

2. بل عندما نراجع المصادر الدینیة نراها تحمل السادة مسؤولیة أکبر من غیرهم و أن تکالیفهم آکد من غیرهم.[8]



[1]لسان العرب، مادة سود.

[2] السید الخامنئی، أجوبة الاستفتاءات (بالعربیة)، ج‏1، ص: 183، السؤال رقم1032؛ الگلپایگانی، سید محمد رضا، مجمع المسائل، ج1، ص 392، دارالقرآن الکریم، قم، الطبعة الثامنة، 1409ق.

[3]الشورى،23.

[4] الکلینی،الکافی، ج4، ص 60، دارالکتب الاسلامیة، طهران، 1365ش.

[5] الثقفی الطهرانی، محمد،تفسیر روان جاوید، ج1، ص 52، انتشارات برهان‏، طهران، الطبعة الثالثة، 1398ق.

[6] وسائل الشیعه، ج 16، ص 333.

[7] . مجمع المسائل، ج1، ص 393.

[8] . مجمع المسائل، ج1، ص 393.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279461 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257323 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128190 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113303 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89021 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59875 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59586 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56879 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49813 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47188 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...