بحث متقدم
الزيارة
7141
محدثة عن: 2008/06/18
خلاصة السؤال
لماذا یحرم علی المرأة و الرجل استعمال أوانی الذهب؟
السؤال
لماذا یحرم علی المرأة و الرجل استعمال أوانی الذهب؟
الجواب الإجمالي

للقوانین الالهیة حکم و فلسفات متنوعة فلم تشرّع اعتباطاً أبداً و من دون حکمة و علی الرغم من عدم قدرتنا علی اکتشاف هذه الحکم و لکن حیث نعلم بان الله الحکیم و العادل لا یجعل ایّ قانون للبشر من دون حکمة فیجب علینا الالتزام بکل حکم وصل إلینا فی إطار القرآن و الروایات الصحیحة و العقل و العلوم القطعیّة.

اضافة الی ذلک یمکننا القول بان إحدی حکم تشریع هذه الاحکام هو إیجاد نوع من التوازن الاقتصادی و القضاء علی الفواصل الطبقیّة و تحقیق الأمان الروحی و النفسی للناس و المجتمع و خصوصاً الطبقة الضعیفة مادیاً.

مضافاً إلی انه و من خلال التحقیقات العلمیّة اکتشفت مضارّ استعمال الرجل للذهب.

الجواب التفصيلي

للقوانین الالهیة حکم و فلسفات متنوعة فلم تشرّع اعتباطاً أبداً و من دون حکمة فالتعالیم الاسلامیّة تابعة لعلل واقعیة و لها جذورها فی الامور الواقعیة الجسمیّة و الروحیّة و الاقتصادیّة و الاجتماعیّة و ... و اساساً فان قیمة أعمال الانسان ترتبط بمستوی وعیه و إیمانه و هذا یستلزم الدراسة و البحث عن فلسفة الأحکام و القوانین الدینیة لکی نعلم علة تشریع هذه القوانین و ما هی الغایة التی تسوقنا إلیها. غایة الامر انه لا ینبغی اعتبار الاکتشافات العلمیة الحدیثة کافیة فی معرفة أسرار الأحکام و فلسفتها، فلا یحکم علی الاحکام و القوانین الالهیة علی أساس ما توصل إلیه العلم من اکتشافات حدیثة. و ذلک لانه:

أولاً: القوانین الالهیة شرعت بعد ملاحظة جمیع النواحی الروحیة و الجسمیة و ... للانسان.

و ثانیاً: یجب الاعتراف بان معلوماتنا عن عالمنا المحیط بنا، و من ذلک المستوی العلمی للبشر و معلوماتهم عن الحقائق المعقّدة الروحیة و النفسیة للانسان ضئیلة جداً.

یقول النبی الاکرم (ص) فی حدیث: "یا عباد الله أنتم کالمرضى و رب العالمین کالطبیب فصلاح المرضى فیما یعمله الطبیب و یدبره لا فیما یشتهیه و یقترحه ألا فسلموا الله أمورکم تکونوا من الفائزین"[1].

و من الواضح ان أیّ مریض حینما یؤمن بالقدرة العلمیة و التخصّصیّة لطبیب ما فانه سیعمل علی طبق الوصفة التی یکتبها له من دون سؤال و مناقشة بالرغم من عدم علم المریض بآثار الادویة المتنوعة و دورها الذی تقوم به من وجهة نظر علم البایلوجیا، و لکنّه حیث یعتقد بصحة تشخیص الطبیب فانه یطمئن إلی وصفته، نعم إذا بحث عن الأدویة و دورها و فلسفة الأمر بتناولها فهو شی جید لکن لا ینبغی له أن یقول: "اننی اذا لم أصل الی فلسفة الأمر بالاحکام فلا یجب علیّ العمل بها"، لأننا یجب أن ندرک بأن العلم و المعرفة البشریة لیست هی بمستوی یمکنها اکتشاف و إدراک فلسفة کل حکم حکم من القوانین الالهیة[2].

و بناء علی هذا یجب علینا الالتزام بکل حکم وصلنا فی إطار القرآن و الروایات الصحیحة و العقل و العلوم القطعیة و إن لم نعلم فلسفته و آثاره.

و بالطبع فان من الآثار الواضحة لحرمة استعمال آنیة الذهب و الفضة هو إیجاد نوع من التوازن الاقتصادی و تقلیل الفواصل الطبقیة ممّا یوجب الّا یشعر الفقراء بالاحتقار و یحصل بهذا الطریق الأمان النفسی و الاجتماعی و الاقتصادی للمجتمع، مضافاً إلی أنه تم اکتشاف بعض المضار لاستعمال الرجل للذهب و ذلک من خلال التحقیقات العلمیة.[3]



[1] الطبرسی، احمد بن علی، الاحتجاج، ج 1، ص 45؛ النوری، المیرزا حسین، مستدرک الوسائل، ج 3، ص 177.

[2] الدشتی، محمد، فلسفة الاجتهاد و التقلید، ص 163؛ المطهری، مرتضی، الاسلام و مقتضیات الزمان، ص 20؛ هادوی الطهرانی، التصورات و الاسئلة، ص 51 – 55.

[3] لاحظ، موضوع، فلسفة حرمة الذهب للرجل، السؤال، 759.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • مع الأخذ بنظر الاعتبار الاختلافات الموجودة بین الفقهاء حول موضوع ولایة الفقیه، فهل یمکن إنکار تلک الولایة؟
    6606 الانظمة 2010/09/19
    قبل الخوض فی الموضوع نرى من الضروری الاشارة الى هذه القضیة، و هی أن التقلید ینبغی أن یقوم على أسس و معاییر و ضوابط علمیة خاصة، لا اننا نفترض أموراً ثم نبحث عن الادلة الداعمة لها فی کلمات العلماء فنختار من کلماتهم ما یوافق  ما نفترضه نحن، ...
  • ما هی ألقاب النبی الأکرم (ص)؟
    5760 مناقب و ویژگی ها 2015/06/10
    حوت شخصیة النبی الأکرم (ص) على جمیع الصفات الحمیدة و الخلال الحمیدة جمعها قوله تعالى "وَ إِنَّکَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظیمٍ"[1]، و قد تعرّض القرآن الکریم و الروایات الشریفة لبیان الکثیر من ألقابه (ص)، منها:1. رسول الله.[2]2. ختم النبیین.
  • هل یوجد دلیل على صحة قراءة حمزة بن حبیب الزیّات؟
    5229 القرآن 2010/11/09
    حمزة بن حبیب الزیّات هو أحد القراء السبعة. لم تعد قراءة حمزة الزیات - شانها شأن باقی القراءات- قراءة متواترة و قد أشکل علیها بإشکالات مثل عدم استنادها إلى النبی الأکرم (ص) و کونها ولیدة القرن الثالث و أنها ...
  • ما المراد من المعراج؟ و هل وقع ذلک لغیر النبی الاکرم (ص)؟
    8745 الکلام القدیم 2010/08/11
    المِعْراج لغة: السُّلَّم؛ و منه لیلة المِعْراج، و الجمع مَعارج و مَعارِیج. و أما فی الروایات و التفاسیر فهو اصطلاح یطلق على رحلة النبی الاکرم (ص) الجسمانیة من مکة الى بیت المقدس و منه الى السماء‏ ثم العودة منها الى وطنه (ص). و الذی یستفاد من الروایات ...
  • ما هی شروط وجوب نفقة الزوجة؟
    4920 الحقوق والاحکام 2008/10/05
    تجب نفقة الزوجة علی زوجها بشروط:1. ان یکون العقد دائمیاً.2. ان تکون قابلة للاستمتاع الجنسی؛ فالزوجة اذا کانت فی سن الطفولة و لیست فیها قابلیة الاستمتاع لا تجب نفقتها.3. ان تکون المرأة مطیعة فی الموارد التی یجب فیها اطاعة الزوج،[1] مثل التمکین من الاستمتاع، و ...
  • لماذا سمی عبد المطلب ابنه عبد العزی؟
    6475 تاريخ بزرگان 2009/04/19
    ابو لهب بن عبد المطّلب (عبد العزی بن عبد المطلب بن هاشم) کنیته "ابو عتبه" عم النبی (ص) حیث کان من اعدائه الحقیقیین، و امه لُبنی من بنی خزاعة و زوجته اروی او عوراء المعروفة بام جمیل بنت حرب بن امیه و اخت ابی سفیان. هناک خلاف فی انه ...
  • بأي تاریخ دخل الإسلام إلی خوزستان؟
    10822 تاريخ کلام 2012/08/21
    ورد في المصادر التاریخية انه: عندما رجع الهرمزان من حرب القادسیة و تربّع في الأهواز علی عرش الملوکیة، کان في أطراف الأهواز بعض المدن؛ مثل میشان و مدن إیله، و کان المسلمون قد وصلوا إلی هذه المناطق، فانضم جیش البصرة الى جیش الکوفة، و اندلعت الحرب بينهما ...
  • أين توفي إبراهيم الأشتر ابن مالك الأشتر و كيف؟ ما هو مصيره بعد شهادة المختار؟
    32839 خونخواهان حسین ع 2015/04/16
    كان إبراهيم بن الأشتر من صحابة و محبي أهل البيت (ع) و قد كان كبير قومه، و يذكر في التاريخ بشجاعته، و علو همته، و شاعريته و فصاحته. لقد شهد صفين بصحبة أبيه مالك في جيش أمير المؤمنين علي (ع) و من قادة جيش المختار عند قيامه. وكان ...
  • ما هو دلیل ولایة المعصومین (علیهم السلام)
    11413 الکلام القدیم 2007/07/21
    یمکن ان نثبت ولایة المعصومین (علیهم السلام) اعتماداً‌على الأدلة الأربعة: الکتاب، السنة، العقل، و الاجماع.ان اجماع علماء الشیعة فی هذا الإطار أمر واضح لا یحتاج إلی ان نراجع کتبهم من اجله، حتی ان وضوحه جعله مسلماً حتی عند عملاء بقیة المذاهب.أما فیما یتصل بالدلیل العقلی فإن بعضهم یتمسک ...
  • این تقع سقیفة بني ساعدة؟
    5075 تاریخ الأماكن 2012/10/03
    یقول مؤلف کتاب (معرفة المدینة) حول الموقع الجغرافي لسقیفة بني ساعدة: من المسلم ان محل سقیفة بني ساعدة كان مجاورا لمسجد بني ساعدة، و بالقرب من بئر بضاعة، و بسبب وجود المسجد- الذي صلی فیه النبي و استظل بظل سقیفتهم و طلب الماء کما یروي ذلک ابن شبه- ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279545 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257545 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128294 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113472 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89088 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59992 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59668 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56940 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49970 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47258 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...