بحث متقدم
الزيارة
5313
محدثة عن: 2011/02/24
خلاصة السؤال
ما هو شرط قبول إدعاء الاسلام من قبل الاشخاص؟
السؤال
ورد فی القرآن صریحاً قوله تعالی: (اجتنبوا کثیراً من الظن ان بعض الظن إثم ولا تجسسوا)، و کذلک قوله: (ولا تقولوا لمن ألقی إلیکم السلام لست مؤمناً ).و لکن من جانب آخر، نقل عن أمیر المؤمنین و باقی الائمة (ع) أیضاً قولهم: "اذا استولی الصلاح علی الزمان و أهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزیة فقد ظلم، و اذا استولی الفساد علی الزمان و أهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر) و کذلک قولهم: "من الحزم سوء الظن".
ا.ما هو القانون العام فی مورد الظن بالآخرین الذی یجب علینا (أو یجوز)؟
ب. و بشکل خاص، فانا نری بعض الاشخاص من المقیمین فی بلد غیر مسلم، حینما یقومون بشراء اللحم، فیقول لهم البائع انی مسلم و هذا اللحم مذبوح علی الطریقة الاسلامیة ، فانهم لا یکتفون بهذا الکلام و لا یثقون به. و هم یقدمون فی بعض الاحیان أدلة، من قبیل قولهم (لا وثوق الیوم بأی أحد) أو قولهم (ان هذا البائع لم یشاهد فی المسجد أبداً، و تبث فی محله الموسیقی المحرمة)، و بهذه الکلمات یقومون برد ادعائه. فهل هذا العمل صحیح أم باطل؟ و فی مقام التحقیق و توفیر الرزق الحلال، الی أی مدی یجب علینا التفحص (أو التجسس)؟ فهل یجب الثقة بمجرد قول الطرف المقابل، و ترتیب الاثر علیه، أم یجب المزید من الاحتیاط؟
3. ما هو المراد من التعبد فی لسان الشریعة؟وما هی شروط هذا التعبد؟ و ما هو الدلیل الذی یمکن إقامته لإثبات ان بعض الامور تعبدیة (بشکل عام) و کیف یتم تعیین مصادیق تلک الامور؟
الجواب الإجمالي

فی المجتمع الذی یعیش فیه المسلمون أو المحلة الخاصة بالمسلمین- و ان کانت فی بلاد غیر اسلامیة – وقد کونوا لهم مجتمعاً، یستطیع الانسان الانتفاع بذبائحهم من دون سؤال[1].

و فی البلاد غیر الاسلامیة و فی مجتمع المسلمین، اذا وثقنا بإسلام شخص، فانه یمکننا حمل أعماله و أقواله علی الفعل الصحیح و الشرعی[2]. و لکن اذا شککنا بهذا الامر، و لم تتوفر قرائن تثبت انه مسلم، و کان المجتمع غیر اسلامی، فلا یمکن إجراء أصالة الصحة فی عمله و قوله، و ذلک لان هذا الاصل یجری فی مورد المسلمین (الذین نقطع بکونهم مسلمین). و علی فرض القول بجریان أصالة الصحة فی فعل و قول غیر المسلم، فحیث ان الاصل فی الذبیحة عدم التذکیة[3]، فلا یجوز الانتفاع بذبائحه. نعم، اذا کان مجتمع المسلمین و المتدینین یتعامل معه معاملة المسلم و کانوا یتناولون من ذبائحه، فانه یمکن إجراء أصالة الصحة فی قول و فعل هؤلاء المتدینین، و بالتالی یمکن الوثوق به و التناول من ذبائحه. و بعبارة خری: فی المجتمع الاسلامی یمکن الدخول الی السوق و شراء اللحوم التی تباع فیه و تناولها من دون حاجة الی سؤال و تفحص، و کذلک یمکن حمل المعاملات التی تجری فیه علی الصحة، و من الناحیة الفقهیة، فان سوق المسلمین (أی ما یعرض و یباع فی سوق المسلمین، له معاییر و ضوابط شرعیة و یمکن ترتیب الآثار الشرعیة لتلک الضوابط من دون تفحص و تدقیق، و ذلک مثل الجواز و صحة البیع و الشراء، و الطهارة، و کونه حلالاً و...) هو دلیل مهم جداً علی حلیة الاموال الموجودة فیه و التی یتم التعامل علیها. یقول سماحة آیة الله العظمی بهجت (ره) فی هذا المجال: "ان ما یباع فی سوق المسلمین من الذبائح و الجلود و التی هی بحاجة الی تذکیة، یجوز شراؤها من دون فحص عن التذکیة و عن کون البائع مستحلاً لذبائح أهل الکتاب أو مستحلاً للتطهیر بالدباغ أم لا. و کذلک ما کان منها فی أرض الاسلام و ما صنع منها فی أرض الاسلام من الالبسة. و الظاهر صدق سوق المسلمین و أرض الاسلام علی غلبة المسلمین علی ذلک المحل"[4].

و اما البلدان غیر الاسلامیة (البلدان التی تکون فیها الاکثریة غیر مسلمة) فلا یمکن الحکم بحلیة الذبائح بأصالة الصحة، و ذلک لان الاصل هو ان الناس الذین یعیشون فی مثل هذه البلدان غیر مسلمین، فعلی هذا الاساس فان الشخص الذی یدعی الاسلام فی هذه البلدان، لا یمکن قبول ادعائه بسهولة، بل یجب ان نتیقن أولاً من صحة قوله، و من ثم نرتب علیه آثار الاسلام و نحمل أعماله علی الصحة و نعتبرها أعمالاً لشخص مسلم، فنستطیع مثلاً ان نتناول من الطعام الذی عنده (مثل اللحوم التی یجب ان یثبت إسلام ذابحها). و بناءً علی هذا، ففی مثل هذه البلدان، لا یمکن الوثوق بمجرد قول الشخص: أنا مسلم، أو ان هذا اللحم مذبوح علی الطریقة الاسلامیة، بل یجب أولاً الوثوق باسلامه – بأی طریق من الطرق (مثل مشارکته فی اجتماعات المسلمین و مراعاة التکالیف الاسلامیة أو...)- و ذلک لان قاعدة سوق المسلمین مختصة بالبلدان الاسلامیة [5].



[1] الکلبایکانی، محمد رضا، هدایة العباد،2: 224، دار القرآن الکریم، قم ،1404.

[2] الانصاری، الشیخ مرتضی، فرائد الاصول: 717، مؤسسة النشر الاسلامی، قم.

[3] الامام الخمینی، کتاب الطهارة، الطبعة الحدیثة،4: 234.

[4] جامع المسائل (للبهجة)،4: 370.

[5] وسیلة النجاة،(مع حواشی الکلبایکانی) 1: 104، حاشیة رقم :3 ( و اما المأخوذ منه فی سوق الکفار فالاحوط الاجتناب عنه الا اذا عامل المسلم معه معاملة الطهارة مع احتمال احرازه لها).

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • من هم العرفاء المعاصرون؟
    8744 النظری 2010/11/09
    العرفاء المسلمون المشهورون منذ القرن الأول و الثانی الهجری و إلى الآن یمکن إدراجهم کالآتی:فی القرن الأول و الثانی یمکن الإشارة إلى عدد من العرفاء، منهم: أبو هاشم الصوفی الکوفی، شقیق البلخی، معروف الکرخی، فضیل ابن عیاض.فی القرن الثالث: ...
  • هل یعتبر اختلاف المراجع من نوع الاختلاف المنهی عنه شرعاً؟
    7077 الفلسفة الاحکام والحقوق 2008/04/13
    یعتقد بعض المحققین بان الخطبة 18 من نهج البلاعة هی جزء من الخطبة 17 و قد انفصلت عنها فی کلام السید الرضی (ره) فجاءت بشکل خطبة مستقلة. و بالطبع فان مضمونها و محتواها یشهد على ذلک أیضاً، لان الخطبة 17 تحدثت عن قضاة السوء الذین یسببون بقضائهم ...
  • هل يجزي الغسل المستحب عن الوضوء للصلاة؟
    13680 کیفیت و احکام غسل 2012/04/08
    اختلفت فتوى الفقهاء في هذه القضية ، من هنا نحاول الاشارة الى الاراء بنحو تفصيلي ثم الاشارة في خاتمة الجواب الى الاجابة بنحو اجمالي. ذهب كل من الآيات العظام الامام الخميني، و الشيخ بهجة و السيد الخامنئي و صافي كلبايكاني الى خصوص اجزاء غسل الجنابة عن الوضوء ...
  • لماذا ورد فی الفصل 85 من دعاء الجوشن الکبیر أن الإنسان خُلق من الماء؟
    7189 الحقوق والاحکام 2009/10/06
    أن جمیع الموجودات المحسوسة فی العالم لها مادة أولیة و أصل واحد اسمه (الماء) فالإنسان الذی هو أشرف المخلوقات قد تکوّن من الماء أیضاً. فالماء هو نطفة المادة الأولیة لخلقة الإنسان، و هو من ناحیة اخری یکوّن 80/. من کل بدن الإنسان و هذا أمر قد أثبته القرآن ...
  • ما فلسفة الإنفاق للفقراء؟
    6724 انفاق و قرض الحسنه 2012/11/17
    قد يقال بأن سبب كون فلان فقيراً هو أنه عمل عملاً معيناً فاختار الله له الفقر بسبب ذلك، و إذا كنّا أغنياء فلا بد أننا عملنا عملا نستحق به لطف الله سبحانه، إذن، فلا فقرهم و لا غنانا يخلو من حكمة معينة!! مع إن أمر ...
  • من هو آصف بن برخيا؟
    7305 تاريخ بزرگان 2012/05/06
    يستفاد من المصادر الروائية و التفسيرية ان آصف بن برخيا كان وزيرا لخاله النبي سليمان (ع)[1]. و كان و صيا لسليمان و بعد موته اوصى الى زكريا (ع) كما يقول الشيخ الصدوق: " و أَوصى سُلَيْمَانُ إِلى آصفَ بن بَرْخِيَا و أَوصى آصَفُ ...
  • ما المراد من قوله تعالی (فتمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِیّاً)؟
    7586 التفسیر 2007/05/09
    المفهوم اللغوی و الاصطلاحی للتمثل:(المثول) وقوف شخصٍ و انتصابه أمام شخص آخر، یقال: مثل الشیء أی انتصب و تصور. و المراد من (تمثل) فی الآیة المتقدمة هو أن الملک الإلهی تمثل أمام مریم علیها السلام، و أن مریم تصورت أن الذی أمامها هو إنسان سیرةً و ...
  • لماذا لم يشترك الكثير من مراجع التقليد في صلاة الجمعة مع ذم المتخلف عنها ثلاث مرّات بلا مسوغ شرعي؟
    5450 الحقوق والاحکام 2012/04/17
    أولا: يذهب أكثر المراجع الى القول بان صلاة الجمعة واجبة وجوبا تخييريا، و من الطبيعي أن من يفتي بالتختيير يكون هو و مقلدوه مخيرين بين الحضور و بين الاتيان بصلاة الظهر. ثانياً: الرواية المذكورة : " صَلَاةُ الْجُمُعَةِ فَرِيضَةٌ وَ الِاجْتِمَاعُ إِلَيْهَا فَرِيضَةٌ مَعَ الْإِمَامِ ...
  • هل یتعلّق الخمس بالمبلغ الحاصل من بیع الأرض، و الحال إنی ارید شراء بیت به؟
    5760 الحقوق والاحکام 2009/07/09
    حیث إنّک لم تذکر إسم مرجع تقلیدک فنحن نذکر لک فتوی قائد الثورة فقط.[1]إذا کان الحصول علی البیت متوقفاً علی شراء الأرض حین التسجیل فی الجمعیة السکنیة و انت الآن أیضاً بحاجة الی بیع هذه الأرض من أجل شراء البیت، أی انک بعد دفع خمس قیمتها لا ...
  • قد یحصل وقوع طرف العباءة علی التربة أثناء الصلاة (السجود)، فهل یضر ذلک بصحتها؟
    5726 الحقوق والاحکام 2011/10/17
    یجب السجود علی الأرض و ما أنبتت من غیر المأکول و الملبوس مثل الخشب و ورق الشجر، فلا یصح السجود علی المأکول و لا علی الملبوس کما لا یصح علی المعادن کالذهب و الفضة و العقیق و الفیروزج، أما السجود علی الأحجار المعدنیة کالمرمر و الحجر الأسود فلا إشکال فیه.

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    282300 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    264299 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    131153 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    120550 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    91151 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    62843 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62770 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58403 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    54451 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    50904 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...