بحث متقدم
الزيارة
7393
محدثة عن: 2011/12/01
خلاصة السؤال
عندما یقال الاسلام أفضل الادیان و أکملها و أن نبیّه خاتم الانبیاء، ما هی الخصائص التی جعلته یتقدم على سائر الادیان؟
السؤال
عندما یقال الاسلام أفضل الادیان و أکملها و أن نبیّه خاتم الانبیاء، ما هی الخصائص و الممیزات التی جعلته یتقدم على سائر الادیان؟
الجواب الإجمالي

ان الدین الاسلامی یتماز بخصوصیتین کانتا السبب فی ختم النبوة و عدم الحاجة الى نبی آخر. و الخصوصیتان هما:

1. الدین الاسلامی احتوى على کل ما ینبغی تلقیه عن الوحی الالهی لتأمین حیاة الانسان الى یوم القیامة.

2. مصونیة الدین الاسلامی من التحریف و التلاعب بنصوصة القرآنیة الموحاة من الله تعالى. الأمر الذی لم یتوفر لسائر الکتب السماویة الاخرى حیث کانت عرضة للضیاع بالکامل او التحریف الذی أخل بها إخلالا کبیرا بحیث لم تعد ذات فائدة عملیة و لم تحتفظ بالحالة التی کانت علیها فی ایامها الاولى.

و أما الاسلام فقد بقی محافظا على النص الاصلی لکتابه المقدس (القرآن الکریم) و قد تکفل الباری تعالى بهذه القضیة عندما قال عز من قائل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُون" و التکفل بصیانته من ید التحریف على مر العصور و الایام و بقائه کما نزل على صدر النبی الاکرم (ص).

الجواب التفصيلي

صرح القرآن الکریم بخاتمیة الرسول الاکرم (ص) و ان رسالته هی الخاتمة لکافة الرسالات و الادیان، و به (ص) ختمت النبوّة. و هذه الخصیصة لم تکن من باب التفضل الالهی على النبی الاکرم (ص) مجردا عن المبررات الموضوعیة التی سببت ذلک. و لم تکن البشریة فی الواقع تحتاج الى نبی بعد نبینا (ص) لکن الله تعالى رفض ارساله و بعثته!! و انما الرحمة و الفضل الالهی فی الخاتمیة ینطلقان من کون بعثته (ص) و رسالته اغنیا البشریة عن الحاجة الى نبی بعده.

و لتوضیح هذه الأمر نقول: ان الدین الاسلامی یتماز بخصوصیتین کانتا السبب فی ختم النبوة و عدم الحاجة الى نبی آخر. و الخصوصیتان هما:

1. الدین الاسلامی احتوى على کل ما ینبغی تلقیه عن الوحی الالهی لتأمین حیاة الانسان الى یوم القیامة.

2. مصونیة الدین الاسلامی من التحریف و التلاعب بنصوصة القرآنیة الموحاة من الله تعالى. الأمر الذی لم یتوفر لسائر الکتب السماویة الاخرى حیث کانت عرضة للضیاع بالکامل او التحریف الذی أخل بها إخلالا کبیرا بحیث لم تعد ذات فائدة عملیة و لم تحتفظ بالحالة التی کانت علیها فی ایامها الاولى.

و أما الاسلام فقد بقی محافظا على النص الاصلی لکتابه المقدس (القرآن الکریم) و قد تکفل الباری تعالى بهذه القضیة عندما قال عز من قائل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُون" [1] و التکفل بصیانته من ید التحریف على مر العصور و الایام و بقائه کما نزل على صدر النبی الاکرم (ص). و هکذا دوّن القرآن بارشاد من الوحی و مراقبة و اهتمام من قبل سید المرسلین و بالشکل الذی هو علیه الآن و المتداول بین المسلمین قاطبة.

إن القرآن مصدر الحیاة و مبعها و هو الذی یضخ الدم فی عروق البشریة، و لو ان البشریة – و کما یقول آیة الشاه آبادی (ره) استاذ الامام الخمینی (ره) فی العرفان- بهذا الکتاب لوجدته محتویا على جمیع العلم الالهی و ان البشریة الیوم تأخذ منه الحد الادنى.

إن هذه العلم الالهی الذی هو تحت متناول جمیع الناس هو منزلة الخاتمیة و مکانتها.

و أما لماذا یکون الدین الاسلامی هو أفضل الادیان، فذلک ینطلق من کونه متوفرا على کل ما من شأنه تأمین التکامل البشری على جمیع الصعد فی الهدایة و الاعداد الروحی. أضف الى ذلک أنه رسم المنهج الذی یجمع بین العقل و النقل و الوحی، مبینا حدود کل واحدة منهما و المجالات التی یتحرک فیها و یعالجها. کما أنه أولى العقل أهمیة خاصة؛ لان الدین الاسلامی دین العقل و العقلانیة. و من هنا استطاع أن یؤلف من هذه العناصر (المعقول و المنقول، الدین و العلم) نظاما معرفیا متوازنا و منسجم الاطراف.

هذه الخصوصیات مکنت الاسلام من الخوض فی کافة المجالات و معالجتها فی شتى الظروف و التحولات الموضوعیة، فهو یمتلک القدرة على معالجة القضایا الاجتماعیة، السیاسیة، الثقافیة، و القدرة على الأخذ بید الانسان للوصول الى الحلول الصحیحة و ارشاده الى الطریق القویم فی کل تلک المجالات على المستویین الفردی و الاجتماعی. بل لم یقتصر الأمر على رسم العلاقة بین الانسان و خالقه، و انما عالج جمیع الدوائر التی یتحرک فیها الانسان خاصة البعد الاجتماعی الذی أولاه الاسلام أهمیة کبرى. و هذا ما اعترف به الباحثون فی تاریخ الادیان و خصائصها.

فالاسلام دین عقلانیة اجتماعی ینظر الى الامور نظرة موضوعیة و یضع الحلول انطلاقا من الرؤیة الموضوعیة بعیدا عن المثالیة و الطوباویة. من هنا تراه صالحا لکل العصور و الازمان. و هذا فی الواقع یعود الى خصوصیة اخرى توفرت فی الاسلام دون غیره و هی: أنه حدد الشواخص المعیاریة التی تقوم على الفطرة البشریة و تنسجم معها؛ و لما کان الاسلام قائما على الحقیقة الوجودیة للانسان من جهة و هذه الحقیقة ثابتة على مر العصور رغم التحولات و التقلبات الاجتماعیة و السیاسیة و الثقافیة، من جهة أخرى، من هنا ظل الاسلام محافظا على خصوصیة الجذب عنده و لم یفقد تلک الخصوصیة یوما ما.

الجدیر بالذکر، أن بعض الباحثین النصارى کتب مقالات فی احد المؤتمرات اشار فیه الى نقد الموقف الکنسی من النبی الاکرم (ص) متسائلا: لماذا لم تتخذ الکنیسة من شخصیة النبی الاکرم (ص) مثالا و قدوة لها مع کل تلک الخصائص و القیم التی توفرت فی وجوده المبارک؟!. و هذا اعتراف واضح من ذلک الرجل المسیحی بفضل الاسلام و النبی الاکرم (ص)!!

و على کل حال فان الباحث المنصف لابد أن یقر بحقانیة الاسلام و حقانیة الرسول الاکرم (ص) التی تمثل التجلی العینی للقیم الاسلامیة، و لابد ان یقترب من الاسلام لما یتوفر علیه من الجذابیة و لما احتواه من قیم سامیة تنسجم مع الفطرة البشریة. علماً أن بعض تلک القیم متوفرة لدى الادیان الاخرى وان التحریف الذی تعرضت له لم یقض على جمیع تلک القیم، و لکن الکم الکبیر منها  قد فقد، و خاصة فی البعد العقائدی فان البعد التوحیدی الخالص فی الدین الاسلامی لا تراه متوفرا فی أی دین من الادیان مع کل التأویلات و المحاولات التی حاول اتباعها اعتمادها لاثبات کونهم یؤمنون بالتوحید الخالص.

تحصل ان الحقیقة و الموضوعیة متطابقة مع الاسلام تطابقا تاما، و لیس اعتباطا أن یقول الباری تعالى "   ان الدین عند الله الاسلام" [2] .

فالادیان الالهیة تشیر الى جانب من الحقیقة و لکن الدین الاسلامی توفر على النسخة الکاملة لتلک الحقیقة التی تجلت فی رسالة النبی الخاتم (ص).

لمزید الاطلاع انظر الابحاث التالیة:

الاسلام و العقلانیة، 1061 (الموقع: 1533).

مبررات الایمان بالدین الاسلامی ، 1146 (الموقع: 1168).

الاسلام و الزمان ، 1447 (الموقع: 1471).

دلایل حقانیة الاسلام، 1245 (الموقع: 1931).

سرّ خاتمیة الدین الاسلام، 2954 (الموقع: 3503).

الدین الاسلامی، 5600 (سایت: 5917).



[1] الحجر،9.

[2] آل عمران، 19.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257239 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113243 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59550 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49729 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...