بحث متقدم
الزيارة
4617
محدثة عن: 2011/12/18
خلاصة السؤال
هل یمکن للمرأة التی عندها أعمال حسنة فی صحیفة أعمالها، رجاء عفو ربها و مغفرته مع أنها تقوم ببعض الذنوب، کعدم الحجاب و الرقص أمام غیر المحارم و ...؟
السؤال
بنت تصلّی و تصوم، و تشترک فی رمضان فی الجلسات القرآنیة و فی صلوات الجماعة، و تعقد النذور فی شهر محرم، لکنها تقضی لیالی شهر رمضان –الذی قضت أیامه بالعبادة- فی مجالس العرس بالرقص أمام غیر المحارم مع التزیّن بشدة أمامهم. فهل تُقبل منها أعمالها الحسنة؟ و إذا کان کذلک فهل یمکن للاعمال الحسنة أن یمحی ذنوب الانسان و سیئاته؟ و ما هو مصیره فی الآخرة؟
الجواب الإجمالي

لا یمکن للفرد المؤمن التعامل مع القضایا الدینیة بصورة إنتقائیة یأخذ ما یروق له و یترک البعض الآخر و لا یعتقد به، نعم یوجد فی صحیفة غیر المعصومین و فی مقام العمل دائماً أعمال بعضها صالح و الآخر طالح، فاذا لم تتحول الذنوب الى منهج عام و عادة راسخة و مستمرة و لم تکن مقترنة بطلب العفو والمغفرة فمن الممکن جداً غفرانها و العفو عنها، فان الأمل بالله سبحانه کبیر و أنه عز شأنه یتغاضی عن نواقص الانسان و یجعله ضمن زمرة الصالحین، لکن مع تکرار الذنب و الإصرار علیه لا یمکن للانسان التمادی فی الانحراف تعویلا على عفو الله تعالى لان ذلک قد یدخل فی دائرة الاستخفاف بالأمر الالهی و هو بحد نفسه من اقبح الذنوب. هذا من جهة و من جهة اخرى ان ما ذکرناه متوقف على عودة تلک الفتاة التامة على التعالیم الدینیة و الالتزام بها و الاعراض عن مجالس اللهو و اللعب و التبرج أمام الاجانب سواء فی الاعراس وغیرها.

الجواب التفصيلي

مطالعة بعض الآیات القرآنیة المنیرة یمکنه إیضاح المطلب للأفراد الذین حوت صحیفة أعمالهم الأعمال الصالحة مع الأعمال السیئة. و من هذه الآیات:

1- "أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْکِتَابِ وَ تَکْفُرُونَ بِبَعْض". [i]

2- "وَ یَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَکْفُرُ بِبَعْضٍ وَ یُرِیدُونَ أَن یَتَّخِذُواْ بَینْ‏َ ذَالِکَ سَبِیلا". [ii]

3- "وَ ءَاخَرُونَ اعْترَفُواْ بِذُنُوبهِمْ خَلَطُواْ عَمَلًا صَالِحًا وَ ءَاخَرَ سَیِّا عَسىَ اللَّهُ أَن یَتُوبَ عَلَیهْمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِیم". [iii]

4- "وَ الَّذِینَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَکَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَ مَن یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ یُصرُِّواْ عَلىَ‏ مَا فَعَلُواْ وَ هُمْ یَعْلَمُون". [iv]

و یمکن من خلال ملاحظة مجموع هذه الآیات المشار إلیها و من باقی المصادر الإسلامیة، الوصول إلی هذه النتیجة و هی إن الإنسان المؤمن لا یمکنه أن یتعامل مع الدین بصورة إنتقائیة، فیقبل بعضه و یصرف النظر عن البعض الآخر، فلا یقبل الله هکذا إیمان، أما فی الجهة المقابلة یوجد أفراد تقبّلوا کل التعالیم الدینیة یشکل کلّی، لکنهم فی مقام العمل ارتکبوا بعض الذنوب أحیاناً بسبب بعض الشروط البیئیة الظروف الموضوعیة و الوساوس الشیطانیة، لکن سعیهم دائماً قائم علی إنهم یمکنهم النجاة من مستنقع الذنوب بذکر الله عزّ و جل و طلب العون منه، و لم یصدر الذنب منهم عن قصد و اصرار وانما حدث عن غفلة او جهل او ما شابه ذلک، و لم یتحول إلی عادة راسخة و حالة مستمرة و لم یصل إلی حد یخدش باإیمانهم القلبی.

فیمکن لهؤلاء الأفراد الرجاء بعفو الله و مغفرته و حتی یُمکنهم أن یأملوا إبدال سیئاتهم إلی حسنات فی صحیفة أعمالهم فضلاً عن أمل غفران الذنوب، و هذه لیست فقط أمنیة بل هی صریح القرآن الکریم. [v] و علی کل حال، فلا یمکن القضاء بشکل متساوٍ فیما یخص هؤلاء الافراد المؤمنین الذین سیتحقون الجزاء و الثواب معاً –حیث نجد کل الناس الا المعصومین (ع) فی صراع مع هذه المسألة باختلاف فی الشدة و الضعف- و الله عزّ و جل وحده هو الحاکم و صاحب کلمة الفصل فی الآخرة، مع الأخذ بنظر الاعتبار الأعمال الحسنة و السیئة منهم و أیّهما کان أکثر تأثیراً فی حیاتهم.

علما ان المصر علی الذنب لا یمکنه التماد ی فی الانحراف تعویلا على عفو الله تعالى لان ذلک قد یدخل فی دائرة الاستخفاف بالأمر الالهی و هو بحد نفسه من اقبح الذنوب. هذا من جهة و من جهة اخرى ان ما ذکرناه متوقف على العودة التامة على التعالیم الدینیة و الالتزام بها و الاعراض عن مجالس اللهو و اللعب و التبرج أمام الاجانب سواء فی الاعراس وغیرها.

 

المواضیع المرتبطة:

الرجاء برحمة الله، السؤال 8813 (الموقع: 8795).

مراتب و درجات الذنوب، السؤال 3788  (الموقع: 4027).

طمس الذنوب الکبیرة، السؤال 2801 (الموقع: 12550).



[i]     البقرة، 85.

[ii]    النساء، 150.

[iii]    التوبة، 102.

[iv]    آل عمران، 135.

[v]    الفرقان، 7 "إِلَّا مَن تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئکَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَ کاَنَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِیمًا".

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • هل تحرم الخلوة مع بنت من غیر المحارم؟
    5187 العملیة 2012/02/14
    من الامور التی أکدت علیها التعالیم الاسلامیة لحفظ النفس و صیانتها من اقتراف الذنوب و الوقوع فی المعصیة، قضیة الخلوة مع المرأة الاجنبیة، حیث نقرأ فی وصیة إبلیس لموسى (ع): أوصیک بثلاث خصال یا موسى لا تخل بامرأة و لا تخل بک، فإنه لا یخلو رجل بامرأة و لا تخلو ...
  • هل یمکن الاعتماد على أی کتاب فقهی بمجرد نشره فی ایران؟
    5795 الانظمة 2009/02/07
    کما ان الاشخاص یختلفون فی میزان الاعتبار العلمی و ان کلامهم یخضع للمعاییر العلمیة کذلک الکتب التی تنشر فی الاسواق لایمکن ان تکون بمستوى واحد من الاعتبار العلمی بحیث تکون کلها نافعة و مفیدة.ان المعاییر التی یمکن ان یخضع لها الکتاب عدیدة من اهمها المستوى العلمی للمؤلف فکلما کان ...
  • بعد مضی عدة سنوات انتبهت الی عدم صحة أدائی للعمرة سابقاً، و الآن توفرت لی فرصة أخری للتشرف بالعمرة، فما هو حکمی؟
    3906 الحقوق والاحکام 2011/09/18
    الاجوبة التی حصلنا علیها من مکاتب المراجع هی کما یلی:مکتب سماحة ایة الله العظمی الخامنئی (مد ظله العالی):علیک تدارک العمل الباطل ولا مانع من الاحرام مرة أخری.مکتب سماحة آیة الله العظمی السیستانی(مد ظله العالی):اذا کان طواف العمرة او السعی باطلاً فدخولک الی ...
  • هل أن المذکور فی الروایات هو علامات الظهور أم علامات القیام؟
    4647 الکلام القدیم 2009/11/23
    قد ذکرت فی روایات معتبرة علامات لظهور الإمام المهدی(عج) فإذا تحققّت تلک العلامات حتماً فإن الإمام سیظهر و یعلن قیامه للعالم. و بعبارة اخری یمکن القول أن المراد بالظهور هو قیام الإمام، لأن ظهور و حضور الإمام المهدی(عج) هو لأجل القیام بوجه الظلم و الجور ...
  • الرجاء تزويدنا بفهم أعمق عن ماهية المقام المحمود لرسول الله الأعظم صلى الله عليه و آله الأطهار و دلالاته, بنحو تفصيلي و عرفاني حكمي .
    4637 الفلسفة العرفان 2019/06/16
    الحميد مشتقة من الحمد يعني المدح و الثناء و هو أحد اسماء الله الحسنى، اطلقه سبحانه على ذاته المقدسة و قد وعد نبيه الكريم به و ذلك في الآية 79 من سورة الإسراء "«وَ مِنَ اللَّیلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى‏ أَنْ یبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً". و قال ...
  • هل یصح البیع و الشراء حال نجاسة البدن؟
    4477 الحقوق والاحکام 2011/06/02
    لا اشکال فی البیع و الشراء حال کون البدن نجسا و لا مدخلیة لطهارة البدن و نجاسته فی صحة المعاملة. فقد ذکر المراجع العظام شروط البیع و الشراء فی الرسائل العملیة و لم یشترطوا طهارة البدن من بین تلک الشروط
  • هل ان المذنبین من أهل قم لا تمسهم النار؟
    5143 الکلام القدیم 2008/11/17
    1. لم تصرح الروایات بان أهل قم لم تمسهم النار حتى اذا اذنبوا.2. الروایات التی وصفت قم بانها عش آل محمد، أو ان أهلها حجة الله على الناس و انهم اعوان الحجة المنتظر (عج)، کل ذلک لایعنی ان الجناة من القمیین لایدخلون النار، ...
  • هل يصح الاعقاق عن ولدين بذبيحة واحدة؟
    3992 گوناگون 2015/05/23
    كلا، بل يعق عن كلّ واحد منها بذبيحة خاصّة،[1] كما ورد في الحديث عن مُحمَّد بن مُسلم قال: وُلدَ لأَبِي جعفر (ع) غلامان جميعاً فأَمر زَيدَ بن عليٍّ أَن يشترِيَ لهُ جَزُورَيْنِ للْعَقِيقَةِ، و كان زمنُ غلاءٍ فاشتَرى لهُ واحدةً و عَسُرَتْ عليه الأُخرى ...
  • ما هو الفرق بین أزمة البلوغ و أزمة الاکتئاب لدی المراهق؟
    5193 العملیة 2010/04/18
    إن بعض الخصائص النفسیة لمرحلة المراهقة هی عبارة عن: الشعور بالشخصیة، التغییرات الشدیدة و الملموسة علی صعید الروح و الجسم، الهیاج العاطفی، تطوّر الحالة الاجتماعیة، النموّ الأخلاقی، و بشکل عام فإن المراهق فی هذه المرحلة تکون له میول و رغبات متضادة، فإن لم تهذّب و تقوّم ...
  • لماذا لم ینهض الامام الحسین علیه السلام فی عهد معاویة؟
    6199 سیرة المعصومین 2006/11/25
    اذا اراد الانسان ان یشیر الى الاسباب التی ادّت الى عدم قیام الامام الحسین علیه السلام، فبامکانه الاشارة الى العوامل التالیة:1 ـ التزام الامام الحسین ببنود الصلح الذی عقده أخوه الامام الحسن علیه السلام فی حیاته مع ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    275606 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    232209 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    121897 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    108274 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    85279 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    56402 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    54959 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    51912 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    44987 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...
  • هل یجوز مشاهدة الافلام المهیجة (افلام السکس) للتعرف على کیفیة المقاربة الجنسیة لیلة الزفاف؟
    42661 الحقوق والاحکام 2010/07/29
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...