بحث متقدم
الزيارة
5337
محدثة عن: 2011/06/09
خلاصة السؤال
ما هی بعض أسالیب العبادة؟
السؤال
الرجاء توضیح بعض الأسالیب الخاصة للعبادة.
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

العبادة تعنی اظهار التذلک و الخضوع للأوامر الالهیة و اتباع قوانیین و احکام الشریعة فی الحیاة. و للعبادة درجات أعلاها تلک العبادة التی تکون نابعة عن معرفة بالله تعالى.

و للعبادة اصناف و سبل متعددة أفضلها تلک العبادات التی حددت صورتها و کیفیة أدائها فی القرآن الکریم و السنة المطهرة و روایات الائمة المعصومین (ع).

الجواب التفصیلی:

العبادة فی اللغة: إظهار التذلّل و الخضوع، یقول الراغب فی هذا المجال: «العبودیة إظهار التذلّل، و العبادة ابلغ منها لأنها غایة التذلّل...» [1]

جاء فی صحاح اللغة: أصل العبودیة الخضوع و التذلّل، و العبادة: الطاعة، و التعبید یعنی التذلیل، فیقال: طریق معبّد و جمل معبد...[2]

یقول ابن منظور فی معنی العبادة: «أساس العبادة، الخضوع و التذلّل» [3] و فی المجموع یمکن الاستفادة من أهل اللغة أن العبادة هی نفس الخضوع و التذلّل و الطاعة، و فی الاصطلاح هی أعلی مراتب الخضوع و التعظیم فی مقابل المعبود.  شریطة أن یکون الخضوع ناتجا عن الاعتقاد بالوهیة المعبود.[4]

و العبادة لها عدة أقسام، أمثال العبادة القلبیة، و العبادة اللسانیة و العبادة العملیة –أی العبادة بالأعضاء و الجوارح- و مصادیق کل واحد منها فی حیاة الإنسان لا یعد و لا یُحصی. و یمکن القول بشکل کلی أن کل فکر و ذکر و عمل یؤدیه الإنسان بنیّة التسلیم و الطاعة لله تعالی، یمکن أن یکون مصداقاً للعبادة و کذلک کل تفکّر یمکن أن یقرّب الإنسان من الله تعالی أعم من أن یکون التفکّر فی نعم الله أو فی حقیقة الانسان و العالم، أو فی محاسبة النفس أو فی الموت و... فکل هذه تعتبر نوعاً من العبادة بل و یعطی للعبادات الأخری معنیً خاصا، و من جهة أخری نری روایات أهل البیت (ع) تعیر أهمیة کثیرة للتفکّر مثل الحدیث المشهور القائل: «تفکر ساعة أفضل من عبادة سبعین سنة»[5].

کل واحدٍ من أقسام و مصادیق العبادة له درجات و طبقات کثیرة. و أعلی درجات کل عبادة ما یقدّمها العبد مع الاقتران بالمعرفة الأکثر لله سبحانه و کذلک مع الإخلاص و قصد القربة لله تعالی. و بعبارة أخری العبادة التی تکون مقرونة أکثر بقصد القربة باخلاص أشد و التی تصدر عن معرفة أتم بمقام الربوبیة، من الطبیعی تکون قیمتها أکثر عند الله تعالی.

أما عن أسالیب العبادة فلابد من القول بأن أفضل أسالیب عبادة الله سبحانه هی ما جاءت فی القرآن الکریم أو فی سیرة و روایات المعصومین (ع)، و منها:

1- الصلاة: فالصلاة أفضل العبادات، و أول ما یُسأل عنه العبد یوم القیامة فإذا قبلت قبل ما سواها و إذا لم تُقبل لم یقبل ما سواها. [6]

2- الصوم: لقد دعا القرآن الناس الی أداء فریضة الصیام فی شهر رمضان [7] و کذلک الروایات قد دعت المسلمین الی صیام بعض الأیام المستحبة علاوةً علی صیام شهر رمضان المبارک و رغبتهم الی ذلک بأنواع الثواب.[8]

3- من أسالیب العبادة الأخری هو الحج و الزیارة و طواف بیت الله الحرام، یقول القرآن الکریم فی هذا المجال: «و لله علی الناس حج البیت من استطاع الیه سبیلا و من کفر فإن الله غنی عن العالمین».[9]

4- الدعاء: الدعاء و المناجاة و طلب الحوائج من الله سبحانه، فقد أمرنا الله بالدعاء و أوعد المستکبرین عن الدعاء أن لهم عذابا الیماً.[10]

5- الاعتقاد بولایة النبی (ص) و الأئمة الأطهار (ع) و الاطاعة الخاصة لهم، فقد اعتبر الله ولایتهم و طاعتهم من ولایته و طاعته، و ذلک لأنه عزّ وجل هو الآمر بها حیث یقول فی محکم کتابه: «یا أیها الذین أمنوا اطیعوا الله و اطیعوا الرسول و أولی الأمر منکم ....»[11]

و کذلک الصلاة فی وقتها و الجهاد فی سبیل الله و الإحسان الی الوالدین و البرّ إلیهم فإنها إذا صدرت من العبد عن إخلاص و بقصد القربة لله سبحانه لا لغیره فتعتبر من أفضل العبادات.[12]

انظر موضوع: العبادة لله أو للنفس؟، السؤال 378 (الموقع: 389).



[1]  الراغب الأصفهانی، المفردات، ص330، 1392 ق.

[2]  الجوهری، صحاح اللغة، ج2، ص503.

[3]  ابن منظور، لسان العرب، ج9، ص10.

[4]  الجعفری، یعقوب، الکوثر، ج1، ص23، تفسیر سورة الحمد الی طه.

[5]  تفسیر العیاشی، ج2، ص208؛ مستدرک الوسائل، ج2، ص105.

[6]  العاملی الشیخ الحر، وسائل الشیعة، ج4، ص34، قال الإمام الصادق (ع) «أول ما یُحاسب به العبد، الصلاة، فإن قُبلت قُبل سائر عمله، و إذا رُدّت رُدّ علیه سائر عمله، نشر آل البیت، قم، 1404 ق.

[7]  البقرة، 185 «شهر رمضان الذی انزل فیه القرآن هدیً للناس و بیّنات من الهدی و الفرقان فمن شهد منکم الشهر فلیصمه».

[8]  الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج1، ص66، ح4، نشر دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 هـ.ق، ثمانیة أجزاء.

[9]  آل عمران، 97.

[10]  الغافر، 60 «ادعونی استجب لکم ان الذین یستکبرون عن عبادتی سیدخلون جهنم داخرین».

[11]  النساء، 59.

[12]  الکافی، ج2، ص158، ح4، عن الإمام الصادق(ع) لما سُئل عن أفضل الأعمال قال: «الصلاة لوقتها و برّ الوالدین و الجهاد فی سبیل الله».

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هو الادلة التی تثبت صدور حدیث الغدیر؟
    6882 الکلام القدیم 2009/02/03
    واقعة الغدیر من الوقائع المعروفة التی اعلن فیها النبی الاکرم (ص) تنصیب الامام علی (ع) للخلافة بعد رسول الله (ص)، و لقد کان الحدث بمقدار من العظمة حتى انه رواه مائة و عشرة من الصحابة. لکن هذا لا یعنی انحصار الناقلین ممن کان مع الرسول فی تلک القضیة بهذا العدد، ...
  • ما هو رأی الإسلام بخصوص وجود کائنات حیة على الکواکب الأخرى؟
    10341 التفسیر 2008/05/18
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • أرجوا ان تبینوا لی شیئاً مما یتعلق بمسجد جمکران و سبب بنائه.
    8217 تاريخ کلام 2008/07/27
    مسجد جمکران هو أحد الأمکنة المقدسة و المنتسبة إلی صاحب الزمان (عج)، و تأسیس هذا المسجد قبل اکثر من ألف عام بأمر من الامام (عج) فی الیقظة (لا فی المنام)، اما ما یختص بسبب البناء فیمکننا الاشارة الی الموارد التالیة:اولاً: ان للمجسد مقاماً خاصاً فی الثقافة الاسلامیة، فان القیمة ...
  • لماذا أجاب القرآن عن السؤال فیما یخص الأنفال عن ملکیتها؟
    5575 التفسیر 2010/07/15
    مع ملاحظة القرائن و الشواهد و دراسة التفاسیر لدى السنة و الشیعة یمکن الوصول الى نتجة مؤداها أن ماهیة (الأنفال) کانت معروفة قبل نزول الآیة، بل قبل ظهور الإسلام، و لذلک لا معنى للسؤال عنها، و إن السؤال عنها الوارد فی أول سورة الأنفال إنما هو عن ...
  • عدم نجاسة کل من المذی و الوذی و الودی
    8506 الحقوق والاحکام 2009/01/03
    هذه الامور الثلاثة: المذی و الوذی و الودی، و الأوّل هو ما یخرج بعد الملاعبة، و الثانی ما یخرج بعد خروج المنیّ، و الثالث ما یخرج بعد خروج البول، کلها طاهرة.نعم اذا اختلط الودی بالبول أو اتصل به فهو نجس من هذه الناحیة.کذلک قال الفقهاء انه اذا استبرأ ...
  • ما المقصود من أن الأئمة لیس لهم استقلال وجودی؟
    5372 الکلام القدیم 2011/06/14
    یأتی هذا البحث فی ذیل الأبحاث الخاصة بمقامات الأئمة (ع) حیث إننا نعتقد على أساس الروایات بمقامات خاصة للأئمة فی علمهم و قدرتهم و ولایتهم و مسائل أخرى ما قد یؤدی إلى توهم البعض باستقلالهم الذی یستلزم الشرک و من هنا تطرح قضیة عدم الاستقلال لرفع ذلک التوهم.
  • لماذا لم یؤلف الإمام کتاباً فی زمن الغیبة من أجل هدایة الناس؟
    7258 الکلام القدیم 2009/05/09
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی. ...
  • لماذا نذكر في الركوع اسم "العظيم" و في السجود اسم "الأعلى"؟
    21555 الکلام القدیم 2012/05/17
    السبب الرئيسي لترديدنا هذين الذكرين و هما "سبحان ربّي العظيم و بحمده" و "سبحان ربّي الأعلى و بحمده" في الركوع و السجود، هو الأمر الإلهي، فقد أكدت الروايات على الأمر بهذا الفعل. لكن و مع كونها أمراً إلهياً، من الممكن أن نعثر لها على حكم ما.
  • ما هی منزلة الألفاظ فی الوحی الإلهی؟
    6185 التفسیر 2009/12/01
    لکل شیء أربعة أنحاء من الوجود: الوجود اللفظی و الوجود الکتبی و الوجود الذهنی و الوجود الخارجی. و للوحی أیضاً هذه الأنحاء الأربعة من الوجود، و کمثال علی ذلک نقول حول الوجود الخارجی للقرآن أن هذا القرآن نزل علی النبی عن طریق الوحی بنفس هذه الألفاظ و له ...
  • هل صحیح أن الامام أمیر المؤمنین (ع) خاطب ولده العباس (ع) بقوله: "إنک ذخر لولدی الحسین"؟
    6535 تاريخ بزرگان 2011/10/06
    لاریب أن العباس بن علی (ع) جعل من نفسه وقفاً فی خدمة الاسلام و فی خدمة أخیه الحسین (ع) و تشهد مواقفه العظیمة یوم عاشوراء على مدى الاخلاص الذی کان یتحلى به تجاه أخیه الحسین (ع)، الأمر الذی جعل له منزلة خاصة حتى بین الشهداء و کما شهد بذلک ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281402 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    261503 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130443 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    118797 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90293 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62004 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61826 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57938 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53506 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49918 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...