بحث متقدم
الزيارة
5757
محدثة عن: 2009/06/02
خلاصة السؤال
هل ان هذه الروایة صحیحة: (فی یوم القیامة یقف کل إنسان وراء الإمام الذی قد تسمی باسمه)؟
السؤال
هل ان هذه الروایة صحیحة: (فی یوم القیامة یقف کل إنسان وراء الإمام الذی قد تسمی باسمه)؟
الجواب الإجمالي

بمراجعة مجموع الروایات نفهم ان الأشخاص المتسمّین بأسماء الأنبیاء و الأئمة(ع) یتمتعون بمنزلة خاصة، و لکن هذا لا یعنی ان مجرد التشابه الإسمی یسبب الحصانة الکاملة للأشخاص.

الجواب التفصيلي

بمراجعة مجموع الروایات یمکننا القول بأن الأشخاص الذین تسموا بأسماء الأنبیاء و الأئمة(ع) یتمتعون فی الدنیا و الآخرة بامتیازات خاصة. و یمکنکم مراجعة الجزء 21 من کتاب وسائل الشیعة و الجزء 101 من کتاب بحار الأنوار فی هذا المجال. و اما الروایة التی ذکرتموها فحیث لم یذکر النص و المصدر فلم نعثر بعد مراجعة اجمالیة علی روایة تدل بالدقة علی هذا المطلب، و لکن توجد روایة مشابهة الی حدٍ ما للمتن المذکور، حیث نقل عن الإمام الصادق(ع) قوله: "استحسنوا أسماءکم فانکم تدعون بها یوم القیامة قم یا فلان بن فلان الی نورک قم یا فلان بن فلان لا نور لک"[1]. و لکن یبدو ان هذه الروایة ایضاً لا تنسجم مع ما ورد فی السؤال و ذلک أولاً لأن هذه الروایة ورد فیها التعبیر ب( نوره) و هذا یختلف عن القول ب( امامه).

و ثانیاً: إذا فسّرت کلمة النور فی هذه الروایة بالإمام فان هذه الروایة لم تقل ان علة اقتران الشخص مع نوره (إمامه) هو مجرد التشابه الإسمی، بل من الممکن أن یکون قصد الروایة أن تقول اختاروا لکم أسماءً حسنة لکی لا تشعروا بالخجل یوم القیامة حین تدعون بها.

و ذلک انه بالرغم من أن الأشخاص الذین تسمّوا بأسماء الأنبیاء و الأئمة یتمتعون بامتیازات فی الدنیا و الآخرة و لکن بملاحضة المبانی الإسلامیة و الآیات و الروایات غیر القابلة للخدشة فانه لا ینبغی أن تفهم هذه الإمتیازات بأن کل من تسمی بأسماء هؤلاء العظماء یعتبر نفسه مصوناً عن العقاب. و کنموذج علی ذلک فإننا نری ان أحد قتلة الإمام الحسین(ع) هو شخص إسمه محمد بن الأشعث،[2] فإسمه إسم النبی(ص)، فلا یمکن ان یتصور انه لهذا السبب فقط سوف لا یحاسب فی الآخرة. نعم إذا کان الشخص مراعیاً للموازین الإسلامیة فإن إسمه الحسن سیضیف امتیازاً الی امتیازاته.

ثم ان هناک الکثیر من اصحاب الائمة قد تسموا باسماء اعداء اهل البیت(ع) مثل اسم معاویة او یزید او ما شابه ذلک فهل هؤلاء یقفون وراء الائمة ام وراء خصوم الائمة؟

اضف الى ذلک ان الایة المبارکة قد حددت الموقف بصورة جلیة و جعلت المعیار هو الاعتقاد و الفکر و الموقف لا الاسماء و المسمیات قال تعالى فی هذا الصدد" یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم‏"[3] قیل إنه یقال هاتوا متبعی إبراهیم هاتوا متبعی موسى هاتوا متبعی محمد صلّى اللّه علیه و سلّم فیقوم الذین اتبعوا الأنبیاء واحدا واحدا فیأخذون کتبهم بأیمانهم ثم یدعو بمتبعى أئمة الضلال على هذا المنهاج‏.[4]

و جاء فی تفسیر الامثل: یعنی أنّ الذین اعتقدوا بقیادة الأنبیاء و أوصیائهم و من ینوب عنهم فی کل زمان و عصر، سوف یکونون مع قادتهم و یحشرون معهم، أمّا الذین انتخبوا الشیطان و أئمّة الضلال و الظالمین و المستکبرین قادة لهم، فإنّهم سیکونون معهم و یحشرون معهم.

خلاصة القول: إنّ الارتباط بین القیادة و الأتباع فی هذا العالم سوف ینعکس بشکل کامل فی العالم الآخر، و طبقا لهذا الأمر سیتم تحدید الفرق الناجیة، و الأخرى التی تستحق العذاب.[5]



[1] بحار الأنوار،ج 101: 121، الروایة:29.

[2] انظر: بحار الأنوار،ج 44 : 316

[3] الاسراء،71.

[4] الجصاص، احکام القرآن، ج 5، ص 31؛ طباطبایی، ترجمه المیزان، ج ‏13، ص 230.

[5] ناصر مکارم الشیرازی، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏9، ص: 67.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • 1ـ هل يجوز إعطاء كفّارة الصوم لأختي و أمي اللتين لا كفيل لهما؟ 2ـ و ما مقدارها؟
    7001 الحقوق والاحکام 2012/04/17
    1ـ يجب أن تدفع الكفّارة المتعلقة بالصوم كطعام للفقير على أن لا يكون هذا الفقير واجب النفقة على دافع الكفّارة.[1] و الفقير هو الشخص الذي ليس لديه مخارج السنة له و لعياله. أما من كان عنده عمل أو ملك أو رأس مال يمكن ...
  • ما تفسیر قوله تعالى: { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیًا بَیْنَهُمْ ۚ}؟
    6185 التفسیر 2014/05/18
    إن قوله تعالى" بَغْیاً بَیْنَهُمْ" یشیر بوضوح الى عامل الاختلاف و قد فسرت کلمة البغی لغة بالحسد تارة، و بالظلم تارة أخرى. و لما کان (بغیا) مفعولا لأجله عامله تفرّقوا، فهو اشارة الى بیان العلة من وراء التفرق . و علیه یظهر أن من بین إحدى العلل المؤدیة ...
  • ما الفرق بين "الصريح" و "الظاهر"؟
    13937 مبانی فقهی و اصولی 2012/07/19
    قد تكون دلالة عبارةٍ معينة على مراد المتكلم صريحة جداً بحيث ينتفي احتمال خلافه. فيقال هنا أن هذه العبارة نصّ و صريحة على المعنى المراد، و قد لا تكون دلالة العبارة على مراد المتكلم صريحة، بل تحتمل عدة معانٍ، و لكن يوجد من بين هذه المعاني معنى ...
  • ما المراد فیما ورد فی الآیة 8 من سورة النمل فی قوله (من فی النار و من حولها)؟
    5368 التفسیر 2011/07/21
    فیما یخص المراد فی الآیة 8 من سورة النمل فإن للمفسرین نظریات مختلفة، فالبعض یذهب إلى أن (من فی النار) هو الله، و المعنى أنه بورک الذی أظهر قدرته و سلطته فی النار، لأن الصوت کان یأتی من الشجرة التی کانت تحیطها النار من جمیع أطرافها کما ورد فی آیات ...
  • هل يصح نسبة التوبة النصوح لشخصٍ يسمّى نصوح؟
    7766 التفسیر 2012/09/10
    كلمة نصوح من مادة "نصح" بمعنى الخالص،[1] و قد جاءت مفردة التوبة النصوح في سورة التحريم الآية 8 و هناك أحاديث كثيرة في بيان التوبة النصوح. فقد سُئل الإمام الصادق (ع) عن التوبة النصوح فقال: "يتوب العبد من الذنب ثم لا ...
  • ما هو رأي الإسلام حول الإحسان إلی الآخرین؟
    2271 عمل صالح 2020/07/29
    انّ وجهة نظر الاسلام حول موضوع الاحسان الی الناس، اوضح من أن تحتاج الی دلیل وبرهان. لأنّه بالرجوع إلى المصادر الدينية، نلاحظ أنّه قد تم التوصية کثیرا بهذا الموضوع في آيات من القرآن وفی بعض الروايات الصادرة عن زعماء الدين.  انّ لهذا الموضوع درجة کبیرة من الاهمّیه بحیث ...
  • هل إن طلب الحاجة من غیر الله شرک؟
    10097 الکلام القدیم 2007/10/22
    إن احترام هؤلاء العظماء (النبی و الامام) و الرجوع إلیهم، و التوسل بهم، و طلب الحاجة منهم، إذا کان فی عرض الخالق سبحانه، أو أنه مستقل و غیر محتیاج إلى الذات المقدسة الأحدیة، فإن هذا القصد و هذا الفهم شرک، و إنه لا ینسجم مع التوحید الأفعالی ...
  • ما هی طبیعة الاسئلة التی تثار عند خطبة المرأة؟
    4931 العملیة 2011/04/17
    تعد اللقاءات و الجلسات التی تحصل فی اثناء الخطبة فرصة ثمینة لتعرف الطرفین بعضهم على البعض الاخر، و بما ان الطرفین یرومان اتخاذ قرار مصیری یتعلق بحیاتهما المشترکة من هنا ینبغی التعرف على کل ما یتعلق بهذه القضیة و کل ما له مدخلیة فی نجاحها او رفع ...
  • ما معنى "بغیا بینهم" و "طائرکم عند الله"؟
    5847 التفسیر 2013/06/22
    1. عبارة "بغیا بینهم" الواردة فی الآیة 213 من سورة البقرة تشیر کما یقول صاحب جامع البیان الى اختلاف بنی اسرائیل و انه لم یکن اختلاف هؤلاء المختلفین من الیهود من بنی إسرائیل فی کتابی الذی أنزلته مع نبی عن جهل منهم به، بل کان اختلافهم فیه، و ...
  • ما هو الحکم الشرعی للتصاویر المنسوبة إلى الأئمة؟
    7067 الحقوق والاحکام 2008/07/22
    فیما یلی أجوبة مراجع التقلید العظام:حضرة آیة الله العظمى الخامنئی (مد ظله العالی):لیس فی هذا العمل بحد ذاته ـ إشکال من جهة الشرع، شریطة ألا یتضمن ما یوحی بالإهانة فی نظر العرف أو عدم الاحترام و لیس فیه ما ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257253 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113248 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56857 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49743 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...