بحث متقدم
الزيارة
7455
محدثة عن: 2008/01/16
خلاصة السؤال
هل للشیطان ذریة و هل انهم ملعونون ایضا؟
السؤال
هل للشیطان ذریة و هل انهم ملعونون ایضا؟
الجواب الإجمالي

ان للشیطان ذریة و انهم ملعونون کما لعن الشیطان لانهم فی الحقیقة قد ساروا على نهجه و اتخذوا من طریقته و اسلوبه فی الغوایة و التضلیل منهجاً لهم و طریقة یعتمدونها فی اضلال الناس و اخراجهم عن جادة الصواب، من هنا کلهم ملعونون الا انه ورد فی بعض الروایات ان الشیطان الذی کان موکلا باغواء النبی الاکرم (ص) قد اسلم على یدی الرسول الاکرم (ص).

الجواب التفصيلي

مثل الشیطان کمثل الانسان له ذریة و ابناء، و هذه الحقیقة قد اکدتها الآیات المبارکة و الروایات الشریفة الواردة عن طریق أهل البیت (ع)، منها قوله تعالى: «أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونی‏ وَ هُمْ لَکُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمینَ بَدَلاً».[1]

کذلک روى العلامة المجلسی فی کتاب " السماء و العالم" من موسوعة بحار الانوار ان الله تعالى قال لابلیس: "ما اعطیت ادم ولدا الا اعطیتک مثله وان لکل انسان شیطان یولد معه".[2]

فان ذریة الشیطان کالشیطان خلقت لاضلال الناس و حرفهم عن جادة الصواب و انهم انتخبوا نفس الطریق الذی انتخبه ابوهم ابلیس، من هنا من المسلّم انهم ملعونون کما لعن ابوهم، و هذا الحکم فی الواقع یشمل الاعم الاغلب منهم الا بعض الافراد النادرة منهم مثل الشیطان الذی اسلم على ید الرسول الاکرم (ص)، روى العلامة المجلسی انه سئل النبی الاکرم (ص) فقال: "إِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِی عَلَى شَیْطَانٍ حَتَّى أَسْلَمَ عَلَى یَدَی".‏[3]

و فی الختام نشیر الى بعض الامور المهمة:

1- ان الآیات القرآنیة التی جاءت فیها مثل کلمة اولیاء[4] او کلمة "قبیله" کما فی قوله تعالى: "إِنَّهُ یَراکُمْ هُوَ وَ قَبیلُهُ مِنْ حَیْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّیاطینَ أَوْلِیاءَ لِلَّذینَ لا یُؤْمِنُونَ".[5] لا تشمل جمیع الناس بل ان ولایته و هیمنته و اضلاله محدودة ببعض الناس و بعض الاعمال و ان هناک الکثیر من الناس و هناک بعض الاعمال لا سلطة للشیطان علیها، بل لاتوجد له ولایة واقعیة. یقول العلامة الطباطبائی: " و أما ذریته و قبیله الذین یذکرهم القرآن بقوله: «إِنَّهُ یَراکُمْ هُوَ وَ قَبِیلُهُ مِنْ حَیْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّیاطِینَ أَوْلِیاءَ لِلَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ»:[6] و قوله: «أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ أَوْلِیاءَ».[7]

فولایة الواحد منهم، إما لبعض الناس دون بعض أو فی بعض الأعمال دون بعض و أما ولایة على نحو العونیة فهو العون، و الأصل الذی ینتهی إلیه أمر الإضلال و الإغواء هو إبلیس.[8]

2- ان ابلیس من الجن قال تعالى: "فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلیسَ کانَ مِنَ الْجِن‏".[9] و بما ان القرآن قد اثبت للشیطان ذریة، و فی مکان آخر اشارالى موت الجن: "أُولئِکَ الَّذینَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ فی‏ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنَّهُمْ کانُوا خاسِرینَ".[10]

من هنا نفهم ان التناسل جار فی اوساط الجن، لانه من الواضح ان ادامة النسل فی مقابل الموت تحتاج الى عملیة تناسل، و لکن الشیء الذی بقی خافیا علینا هو کیفیة و نحو تلک العلمیة التناسلیة هل هی تشبه التناسل فی اوساط البشر او لا؟ هذا ما لم یشر الیه القرآن الکریم.[11]



[1] الکهف، 50.

[2] ترجمة کتاب السماء و العالم، ص 243.

[3] بحارالأنوار، ج 16، ص 334.

[4] الکهف، 50.

[5] الاعراف، 27.

[6] الأعراف، 27.

[7] الکهف، 50.

[8] المیزان فی تفسیر القرآن، ج ‏12، ص 46.

[9] الکهف، 50.

[10]  الاحقاف، 18.

[11] انظر: ترجمة، المیزان، ج 12، ص 226.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280162 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258733 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128926 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115373 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89505 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    60914 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60266 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57328 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51398 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47651 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...