بحث متقدم
الزيارة
9699
محدثة عن: 2008/06/29
خلاصة السؤال
ما هو عمر البشریة منذ خلق آدم و حتى الساعة؟
السؤال
ما هو الزمن الماضی منذ خلق آدم أبی البشر إلى الآن؟
الجواب الإجمالي

لا توجد إشارة صریحة فی القرآن الکریم إلى هذا الموضوع، و لکن جاء فی المصادر التاریخیة أن خلق آدم یرجع إلى ستة أو سبعة آلاف سنة، و من الطبیعی فإن هذا الرأی لا یتنافى مع قول علماء الآثار من أن عمر الإنسان یمتد إلى ملایین السنین، فمن الممکن أن یکون قد وجد آلاف الأجیال من البشر قبل خلق آدم (ع) و لکنها اندثرت و انقرضت. و هذه المسألة تنسجم مع آیات القرآن الکریم و الروایات.

الجواب التفصيلي

لا یوجد کلام صریح فی القرآن الکریم بخصوص تحدید عمر النوع البشری منذ أن خلق الإنسان على وجه الأرض و إلى الآن.

یقول العلامة الطباطبائی فی تفسیر المیزان: یذکر تاریخ الیهود أن عمر هذا النوع لا یزید على ما یقرب من سبعة آلاف سنة و الاعتبار یساعده فإنا لو فرضنا ذکرا و أنثى زوجین اثنین من هذا النوع و فرضناهما عائشین زمانا متوسطا من العمر فی مزاج متوسط فی وضع متوسط من الامن و الخصب و الرفاهیة و مساعدة سائر العوامل و الشرائط المؤثرة فی حیاة الانسان ثم فرضناهما وقد تزوجا وتناسلا وتوالدا فی أوضاع متوسطة متناسبة ثم جعلنا الفرض بعینه مطردا فیما أولدا من البنین و البنات على ما یعطیه متوسط الحال فی جمیع ذلک وجدنا ما فرضناه من العدد أولا و هو اثنان فقط یتجاوز فی قرن واحد رأس المائة الألف أی إن کل نسمة یولد فی المائة سنة ما یقرب من خمس مائة نسمة. ثم إذا اعتبرنا ما یتصدم به الانسان من العوامل المضادة له فی الوجود و البلایا العامة لنوعه من الحر و البرد والطوفان و الزلزلة و الجدب و الوباء و الطاعون و الخسف و الهدم و المقاتل الذریعة و المصائب الأخرى غیر العامة و أعطیناها حظها من هذا النوع أوفر حظ و بالغنا فی ذلک حتى أخذنا الفناء یعم الافراد بنسبة تسعمائة و تسعة و تسعین إلى الألف و أنه لا یبقى فی کل مائة سنة من الألف إلا واحد أی إن عامل التناسل فی کل مائة سنة یزید على کل اثنین بواحد و هو واحد من ألف. ثم إذا صعدنا بالعدد المفروض أولا بهذا المیزان إلى مدة سبعة آلاف سنة 70 قرنا وجدناه تجاوز بلیونین و نصفا و هو عدد النفوس الانسانیة الیوم على ما یذکره الاحصاء العالمی . فهذه الاعتبار یؤید ما ذکر من عمر نوع الانسان فی الدنیا لکن علماء الجیولوجی علم طبقات الأرض ذکروا أن عمر هذا النوع یزید على ملیونات من السنین و قد وجدوا من الفسیلات الانسانیة و الأجساد و الآثار ما یتقدم عهده على خمس مائة ألف سنة على ما استظهروه فهذا ما عندهم غیر أنه لا دلیل معهم یقنع الانسان ویرضی النفس باتصال النسل بین هذه الأعقاب الخالیة و الأمم الماضیة من غیر انقطاع فمن الجائز أن یکون هذا النوع ظهر فی هذه الأرض ثم کثر و نما و عاش ثم انقرض ثم تکرر الظهور و الانقراض و دار الامر على ذلک عدة أدوار على أن یکون نسلنا الحاضر هو آخر هذه الأدوار».[1]

و هذه النظریة تقوی کون زمان خلقة آدم (ع) یتعلق بالأجیال الجدیدة من البشر، و کم من جیل قبل آدم (ع) و أبنائه عاشوا على سطح هذا الکوکب و انقرضوا، و إن آثار التنقیب و ما کشفته من بقایا الإنسان التی تعود إلى ملایین السنین و بعمر یزید على خمسة عشر ألف سنة، تتعلق بأجیال سابقة للجیل الأخیر من البشر، و قطعاً فإن هذا التحلیل ینسجم مع التوجه القرآنی[2] و دلالة الروایات.[3]



[1] الطباطبائی، محمد حسین، المیزان، ج 4، ص 139-140.

[2] و أما القرآن الکریم فإنه لم یتعرض تصریحاً لبیان أن ظهور هذا النوع هل ینحصر فی هذه الدورة التی نحن فیها أو أن له أدواراً متعددة نحن فی آخرها؟ و إن کان ربما یستشم من قوله تعالى: «و إذ قال ربک للملائکة إنی جاعل فی الأرض خلیفة قالوا أتجعل فیها من یفسد فیها و یسفک الدماء» الآیة : البقرة - 30 سبق دورة انسانیة أخرى على هذه الدورة الحاضرة. و قد تقدمت الإشارة إلیه فی تفسیر الآیة . نعم فی بعض الروایات الواردة عن أئمة أهل البیت(ع) ما یثبت للإنسانیة أدواراً کثیرة قبل هذه الدورة.

[3] قال الإمام الصادق (ع): «لعلک ترى أن الله إنما خلق هذا العالم الواحد، و ترى أن الله لم یخلق بشراً غیرکم، بلى و الله لقد خلق الله ألف ألف عالم، و ألف ألف آدم، أنت فی آخر تلک العوالم و أولئک الآدمیین» (التوحید، ص 277، ح 2، طبع طهران). و قد نقل ابن میثم فی شرحه لنهج البلاغة حدیثاً بهذا المعنى عن الإمام الباقر(ع). (ابن میثم، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 173). کما رواه الصدوق فی کتاب الخصال (الخصال، ج 2، ص 652، ح 54). و فی کتاب الخصال، جاء عن الإمام الصادق (ع): «إن لله عز و جل اثنی عشر ألف عالم کل عالم منهم أکبر من سبع سماوات و سبع أرضین، ما ترى عالم منهم أن لله عز و جل عالماً غیرهم». (الخصال، ص639) و فی نفس الکتاب روی عن الإمام الباقر(ع): لقد خلق الله فی الأرض منذ خلقها سبعة عوالم لیس هم من ولد آدم خلقهم من أدیم الأرض، فأسکنوها واحداً بعد واحد، مع عالمه ثم خلق الله آدم أبا البشر، و خلق ذریته منه... (الخصال، ج 2، ص 358، ح 45).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • هل يمكن مساعدة المساجد و دعمها بواسطة الأموال المحرمة أو المأخوذة عن طريق الشبهة؟
    4870 احکام مساجد و مکانهای مقدس 2012/09/22
    أما فيما يخص الأموال المحرمة فلا يوجد أي تردد و شك في حرمة التصرف بها و صرفها من دون أخذ الإذن من مالكها الحقيقي. وأما فيما يخص أموال الشبهة فلا بد من القول: المال الذي لا نعلم إنه غير شرعي على وجه الدقة، نحتمل إنه ...
  • هل يجوز للمرأة تلاوة القرآن أمام الرجال الاجانب؟
    7730 الحقوق والاحکام 2012/07/07
    جواب مراجع التقليد العظام بالنحو التالي: سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي ( مد ظله العالي): لا مانع اذا لم يكن مثيراً للشهوة و تهييج الغريزة او استلزام مفاسد أخرى، و الا لا يجوز ذلك. سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني ...
  • ما حکم صلاة الجماعة؟ أنا أسکن فی منطقة سنیّة، فهل یجوز لی الاشتراک فی صلواتهم الجماعیة؟ و کیف اصلّی معهم؟
    5044 الحقوق والاحکام 2011/07/21
    حکم صلاة الجماعة: صلاة الجماعة من أهم المستحبات و من أکبر الشعائر الإسلامیة. و قد أکّدت علیها الروایات بشکل کبیر جداً، و یستحب أن یُصلی الصلاة الواجبة جماعة خصوصاً الیومیة منها و قد جاء فی الروایات التأکید علی صلاة الصبح و المغرب ...
  • اغلاق حنفیة الماء أثناء الوضوء.
    4450 الحقوق والاحکام 2011/11/20
    مکتب آیة الله العظمی السید الخامنئی (مد ظله العالی):لا إشکال فی ذلک و بشکل عام فإن فتح حنفیة الماء و غلقها أثناء الوضوء لا إشکال فیه إذا کان قبل إکمال غسل الید الیسری و لکن بعد إکمال الوضوء و الفراغ من غسل الید الیسری فإذا مست الید شیئاً رطباً ...
  • هل یجوز اطلاق اسم محمد یاسین (یس) علی الموالید؟
    6340 سیرة المعصومین 2011/04/18
    ورد فی بعض الروایات حول التسمیة باسم (یاسین) امور تحکی عن عدم رضا الائمة (ع) عن استعمال هذا الاسم للاشخاص، و من جملة ذلک یمکننا الاشارة الی الروایة التی یقول فیها الامام الصادق (ع): َ هَذَا مُحَمَّدٌ أُذِنَ لَهُمْ فِی التَّسْمِیَةِ بِهِ، فَمَنْ أَذِنَ لَهُمْ فِی ...
  • ما معنى التسنيم؟ هل نوجد في القران والروايات هذا اللفظ؟
    12999 التفسیر 2018/11/27
    «التسنيم» من أصل «سنم» و يطلق على أعلى كل شيء.[1] لقد وردت هذه الكلمة مرة واحدة في القران، في قوله تعالى: «وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنيم‏»،[2] ثم وردت الاية الأخرى نفس هذه الكلمة بقوله تعالى: «عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُون‏».
  • ما المراد بما ورد فی روایة أبی بصیر التی اشیر فیها الى رؤیة الله قبل یوم القیامة؟
    5119 النظری 2011/11/27
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی. ...
  • ما تفسیر قوله تعالى \"روحاً من أمرنا\"؟
    5505 التفسیر 2012/03/13
    تعدد آراء المفسرین فی بیان المراد من قوله تعالى "روحا من امرنا" فمنهم من قال المراد من "الروح" فی هذه الآیة هو القرآن و ذلک لوجود قرائن تدل على ذلک؛ و منهم من ذهب الى القول بان المراد منه إما جبرئیل أو ملک أعظم حتی من ...
  • من هو المحسن؟ و کیف استشهد، و من هو قاتله؟
    5423 تاريخ بزرگان 2011/12/19
    بحسب الروایات و المصادر التاریخیة عند السنة و الشیعة فإن المحسن (ع) من أبناء الإمام علی (ع) و فاطمة الزهراء (س) و إن عمر أو (قنفذ) عصر فاطمة بین الباب و الحائط بشدة حتى کسر ضلع من أضلاعها، و أسقطت الجنین الذی کان فی بطنها. ...
  • أی الانبیاء رزقه الله ولداً ناقص الخلقة؟
    4653 التفسیر 2012/02/19
    ورد أنه ولد للنبی سلیمان (ع) ولد ناقص الخلقة، و کان سبب ذلک کما قیل – و الله العالم- و قد أورد المفسّرون و المحدّثون تفسیرات متعدّدة فی هذا المجال، أفضلها و أوضحها ما یلی:إنّ سلیمان علیه السّلام کان متزوجا من عدّة نساء، و کان ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    277664 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    251755 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    125593 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    110627 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    87517 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    58132 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    56562 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56078 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    46569 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    46090 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...