بحث متقدم
الزيارة
5739
محدثة عن: 2008/07/07
خلاصة السؤال
مع الأخذ بنظر الاعتبار اشتراک مصادر الاستنباط، فما هی علة اختلاف المراجع فی بعض المسائل؟
السؤال
مع الأخذ بنظر الاعتبار اشتراک مصادر الاستنباط، فما هی علة اختلاف المراجع فی بعض المسائل؟
الجواب الإجمالي

إن وحدة النظر و الفتوى بین المجتهدین ترتبط بعدة أمور:

1ـ اشتراک مصادر الاجتهاد،

2ـ وحدة المبانی فی المقدمات التی یرتبط بها الاجتهاد،

3ـ وحدة النتائج المحصلة من المصادر،

4ـ اتحاد الرؤیة و النظر فی التطبیق و تعیین الموضوعات الخارجیة،

على الرغم من وحدة مصادر الفقه الشیعی، و إنها معینة و معلومة و مشترکة بین جمیع الفقهاء، و لکن اختلاف مبانی المجتهدین فی مسائل العلوم المتعلقة بالاجتهاد، و التفاوت بینهم فی القدرات العقلیة و الاستعدادات الفکریة، کل ذلک کان سبباً لاختلاف النتائج التی توصل إلیها کل واحدٍ منهم، و فی بعض الموارد یکون الاختلاف فی تشخیص و تعیین الموضوعات سبباً فی اختلاف الفتوى بین العلماء.

و مع ملاحظة کل هذه العوامل إلا أن نسبة المسائل المختلف فیها ضئیلة جداً بالقیاس إلى المسائل المشترکة.

الجواب التفصيلي

الاجتهاد فی اللغة یعنی تحمل المشاق و الصعوبات و اشتقاقه من مادة «جَهد»[1] بفتح الجیم، و کذلک بمعنى القدرة و الإمکانیة و اشتقاقه من «الجهد» بضم الجیم.[2]. و أما باصطلاح الفقهاء فمعنى الاجتهاد استعمال الحد الأقصى من الإمکانات و الجهد العلمیین من أجل استنباط الحکم الشرعی الفرعی و تحصیله من مصادره و أدلته، و إن وحدة النظر و الفتوى بالنسبة للمجتهدین تتعلق بعدة أمور:

1ـ إتحاد مصادر الاجتهاد و اشتراکها،

2ـ وحدة المبانی فی علوم المقدمات التی لها علاقة بالاجتهاد،

3ـ التوصل إلى نتیجة واحدة من مصادر الاجتهاد،

4ـ تعیین و تشخیص نتیجة واحدة من مصادر الاجتهاد،

و بالنسبة للفقه الشیعی فعلى الرغم من اتحاد مصادر الاجتهاد «القرآن، و السنة، و العقل» بین جمیع المجتهدین و أنها معتبرة لدى الجمیع، و لکن الفقهاء یحتاجون إلى مجموعة من العلوم الأخرى تساعدهم فی عملیة الاستنباط و الحصول على الأحکام، کدراسة علوم العربیة و آدابها، و التعرف على طبیعة المحاورات المتعارفة فی زمان المعصوم (ع) و مجموعة من العلوم الأخرى کالمنطق، و أصول الفقه، و علم الرجال، و کذلک الاطلاع على القرآن و الحدیث و ... .[3] و إضافة إلى معرفة الفقیه لکل هذه العلوم لابد له من اختیار مبنى معین لیتمکن من تسخیر تلک العلوم فی طریق الاستنباط و استحصال الحکم. فمن الممکن لمجتهد أن یرفض بعض الروایات و الأحادیث طبقاً للمبنى الذی یعتمده فی علم الرجال، فلا یرى حجیة بعض الروایات من جهة السند، و إذا لم توجد روایات أخرى یدرسها فی هذا الموضوع فمعنى ذلک أن هذا الفقیه لا یمکنه أن یصدر فتوى فی هذه المسألة، فی حین یمکن للفقهاء الآخرین أن یقبلوا نفس الروایات و یعتمدوها و یصدروا الفتوى على أساسها. و کذلک لا تتساوى قدرة التحلیل و معالجة النصوص لدى جمیع المجتهدین، و علیه فمن الممکن أن یکون لکل مجتهد نتائجه الخاصة به المستحصلة من الآیات و الروایات ـ و کذلک من الممکن أن یعتقد مجتهد بأن هذا الشیء المعین هو موضوع و مصداقٌ لحکمٍ خاص، فی حین لا یکون مثل النظر لدى مجتهدٍ آخر.

و کل واحد من هذه العوامل من الممکن أن یکون سبباً لاختلاف الفتوى بین المجتهدین، و لکن مع کل هذه الأسباب فإن اختلاف الفتوى بین المجتهدین قلیلٌ جداً، و أکثره یقع فی الجزئیات من المسائل، و أما فی المسائل الأخرى فإن رأی المجتهدین متطابق و لهم نظر واحد و فتوى واحدة. مع العلم بوجود ما یقارب 3000 مسألة خاضعة لمعالجات الفقهاء بالاضافة الى المسائل المستحدثة التی لایمکن ان نحصرها بعدد معین لانها تابعة لتطورات العصر و احتیاجات الانسان المتجددة.



[1] النهایة، ج 1، ص 319.

[2] المصدر نفسه.

[3] انظر: هادی طهرانی، مهدی، مبانی کلامی اجتهاد "الأسس الکلامیة للاجتهاد"، ص19 و 20.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما معنی الحکم الحکومتی؟ و وضّحوا مجال التبعیة و الطاعة له.
    5686 الانظمة 2011/06/20
    جواب آیة الله الشیخ مهدی الهادوی الطهرانی (دامت برکاته) کالآتی:1- کلما انشأ الفقیه العادل الکفوء حکماً فی الامور الاجتماعیة و السیاسیة مراعیاً فیه الشروط الموضوعیة، و بموجب هذا الحکم یوجب أو یحرم مباحاً، أو یعطّل واجباً کان فی معرض التزاحم مع واجب أو ...
  • لماذا لا یتنعم بعض علماء و عرفاء الشیعة باللذائذ و النعم الالهیة المحللة مع توفر الامکانیة المالیة و إمتلاک الرزق الحلال؟
    5379 العملی 2012/04/10
    النعم و اللذائذ الالهیة لا تنحصر بالمادیات بل تشمل المعنویات ایضاً و التي یری الکثیرون ان لذتها أشد راحة للنفس من النعم المادیات. و العرفاء و الصلحاء یتلذذون بالنعم المعنویة الالهیة غالباً، فانهم باقتصارهم علی الحد الادنی من المادیات و افادتهم من المعنویات، استطاعوا الوصول الی درجات ...
  • ما هو معنى الفتوى بالاحتیاط و هل یمکن فیها الرجوع إلى مجتهد آخر؟
    5672 الحقوق والاحکام 2010/09/20
    "الاحتیاط" عنوان مستنبط من النصوص الروائیة. تطلق هذه الکلمة على خصوص عمل المقلد و حول فتوى المجتهد أیضا. فیجب على کل مکلف أن یکون إما مجتهداً بنفسه أو أن یقلد المجتهد أو أن یعمل بالاحتیاط، إن کان له العلم و القدرة الکافییان ...
  • کیف نقیّم علاقة الانسان بالدین و الدنیا؟
    7449 الکلام الجدید 2011/10/16
    مرّ فی الابحاث السابقة[1] البحث عن فاعلیة الدین و دوره الکبیر فی الحیاة المتطورة، و أن الانسان المعاصر و بسبب تعقد الحیاة فی العصر الراهن یتساءل عن الدور الذی یلعبه الدین فی حیاته؟ و ما هی المساحة التی یشغلها الدین فیها؟ و قد ...
  • هل یبطل الاستمناء الصوم؟
    7268 الحقوق والاحکام 2010/10/21
    مبطلات الصوم هی: 1ـ الأکل والشرب 2ـ الجماع 3ـ الاستمناء (أن یعبث الإنسان بنفسه حتى یمنی) 4ـ الکذب على الله ورسوله (ص) و أوصیائه (ع) 5ـ إیصال الغبار الغلیظ إلى الحلق 6ـ رمس تمام الرأس فی الماء 7ـ البقاء على الجنابة و الحیض إلى أذان الصبح ...
  • ما هی عبادة الشیطان؟
    7692 الکلام القدیم 2009/10/31
    عبادة الشیطان هی اطاعة الشیطان ظناً منهم أنه أشد قوة و أکثر تأثیراً من القوة الحقیقیة و هی الله. و فی هذه العقیدة الباطلة یعتبر الشیطان رمزاً للسلطة و الحاکمیة علی الأرض و یُعبد باعتباره أفضل سلطة فی العالمین و هو الذی ینظّم الدنیا. و عبّاد الشیطان اضافة ...
  • هل يجوز ذكر من أساء لنا بسوء أمام الآخرين؟ او يعد ذلك من الغيبة المحرمة؟
    9929 العملیة 2012/05/17
    تعد الغيبة من الذنوب الكبيرة التي حذر الاسلام منها و حرمتها المصادر الاسلامية قرآنا و سنة. و لكن مع ذلك توجد بعض المستثنيات و الحالات التي سمح الشارع المقدس بها و لم يعتبرها من مصاديق الغيبة المحرمة، و قد اشار الى الاستثناءات كل من القرآن و السنة، ...
  • ما هی المخاطر التی تهدد المهدویة؟
    5791 الکلام القدیم 2011/04/18
    المخاطر التی تهدد المهدویة کثیرة، و نحن فیما یلی نشیر الی ثلاثة موارد مهمة منها:1-
  • ما هي المعجزات التي يذکرها القرآن الكريم لعیسی(ع)؟
    2808 التفسیر 2022/05/07
    ان الله تعالی قد منح الانبیاء(ع) القدرة علی الاتیان بالمعجزات لإثبات نبوتهم للناس، حتى يتمكن الناس من خلال ذلک التمييز بين الأنبياء الحقيقيين و من ادعا النبوة کذبا.[1] فلكل من الأنبياء معجزاته الخاصة قد اشار القرآن الکریم الی بعض منها. ومن هؤلاء الأنبياء عيسى(ع) الذي ورد ...
  • ما هو رأی الإسلام بالنسبة لعملیات التجمیل؟
    5997 الحقوق والاحکام 2008/03/18
    للفقهاء فی عملیات التجمیل عدة آراء، فعلی المکلف ان یرجع الی مرجع تقلیده. فمن هذه الآراء:جواب مکتب آیة الله العظمى الخامنئی (مد ظله العالی):جائز فی نفسه، إلا إذا کان یستلزم التماس بغیر المحارم أو ذنب آخر.جواب مکتب آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مد ظله العالی):إذا لم یخالطه حرام ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280241 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258812 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129612 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115601 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89546 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61015 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60349 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57367 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51578 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47698 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...