بحث متقدم
الزيارة
7070
محدثة عن: 2011/05/21
خلاصة السؤال
ما هو مقدار تأثیر الله سبحانه فی حیاة البشر؟
السؤال
ما هو مقدار تأثیر الله سبحانه فی حیاة البشر؟
الجواب الإجمالي

لا یمکن أن یخرج أیّ فعل عن ارادة الله الحکیمة، و هذه الارادة الإلهیة حاضرة و فعالة فی حیاة البشر فی کل وقتٍ و زمان و فی کل القوانین و لکن من دون ان تسلب الانسان اختیاره و تلجئه الى اختیار طریق ما. و علی هذا فلا حاکم فی حیاة البشر الّا الارادة الإلهیة الازلیة الجاریة عن طریق اختیار الإنسان.

الجواب التفصيلي

لا یخرج تأثیر الله سبحانه فی کل عالم الخلقة و لا فی حیاة البشر من الحکمة الإلهیة، لذا نجد السنن الإلهیة جاریة فی عالم الوجود مع حضور الإرادة الإلهیة الفعّالة فی هذه القوانین و السنن، و ارادة الله - التی لا یمکن معارضتها- لأجل ایصال الإنسان الی الکمال –و التی  تمثل اقدم قانون و أکثر القوانین ازلیةً- حاکمة علی کل شیء.

اکتشاف هذه السنن و قوانین الوجود لا ینحصر فی مطالعة التأثیرات العادّیة فی العالم الظاهری، بل إن کثیراً من الأسباب المادیة و المعنویة، الظاهریة و الباطنیة، لها تأثیر –عن شعور أو لا شعور- فی مسألةٍ ما، و حصول هذه الامور و ظهورها بالإذن و الامضاء الإلهی واضح و ظاهر فی حیاة الفرد.

و بهذا التوضیح لا یمکن أن یحصل من الجهة الربّانیة أیّ تقصیر حیث إنها جهة الفیض المطلق. و فی النتیجة ارادة الإنسان و اختیاره فی انتخاب الطریق الذی یعین له مرتبته یعتبر الطریق الأصلی لتحقق الارادة الإلهیة، و یکون له التأثیر الفعّال علی بناء و تکامل کل فرد.

لذا فالجواب هو: لا یمکن أن یخرج أیّ فعل عن ارادة الله الحکیمة، و هذه الارادة الإلهیة حاضرة و فعالة فی حیاة البشر فی کل وقتٍ و زمان، و حتی لو کان الإنسان یطلب أهدافاً حقیرة، فجواب عالم الوجود سیشمل حاله بعنوان المدد و العون فی هذا الطریق، و هذا الاختیار یوهب له فی فرص معینة و نفحات خاصة. و إنّ من أکبر الالطاف الإلهیة علی الإنسان انّه یعین مسیره باختیاره، و مع ذلک فإن الله سبحانه بلطفه اللامتناهی لا یکل الإنسان الی نفسه بل یهیئ له دائماً ظروف الانتخاب الأفضل.

کل ما یطلبه الإنسان فی عالم الوجود –مع أخذ أعلی المصالح بنظر الاعتبار- یجد له جواباً فی الفیض الإلهی، و هذا الأمر ظاهر فی حیاة کل فردٍ، سواءٌ أکان هذا المطلوب دنیویاً أم معنویاً، مع کل هذا نجد ان محدودیة الفرد الناشئة من رغباته المادیة، و التعارض الحاصل بینها و بین رغباته و مطلوباته الذاتیة العالیة تؤدّی بالفرد الی ان یلتفت الی انحراف هذه العلائق المادیة و یتوجه الی الغایة و الهدف الأصلی من وراء خلقته.

و علی هذا فلا حاکم فی حیاة البشر الّا الارادة الإلهیة الازلیة الجاریة عن طریق اختیار الإنسان، و هذه الارادة مهیأة فی ظروفٍ و شروطٍ معینة من قبل عالم الوجود و ذلک لأجل تهیئة أرقی سبل التکامل للفرد.

فالإنسان المؤمن، و بسبب معرفته لحقیقة الظواهر الکونیة الحاکمة علی العالم یری انها من العنایات الإلهیة، و یدرک حقیقتها بالنسبة له و یطلب السعادة النهائیة من طرف الله سبحانه فی کل الظروف الحاکمة علیه. فهذا الإنسان و بعد وصوله الی مقام التسلیم و الرضا سیتحرّر فی النهایة من کل الحدود المادیة و یتصل بمنشأ القدرة الإلهیة و الرحمة اللامتناهیة.

إذا أردتم المزید من الایضاح حول هذا السؤال یمکن مراجعة الموارد المشابهة فی هذا الموقع، منها الأسئلة التالیة یرجی مطالعتها:

6560(الموقع: 6680) - 6564 (الموقع: 6685) - 3182 (الموقع: 3439).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • لماذا یُعطی الولد الحاصل من الزواج الموقت الی الأب؟
    6134 الحقوق والاحکام 2009/07/09
    الزواج الموقت زواج میسّر لمن لا یستطیع الزواج الدائم و قد شرع من قبل الله تعالی من أجل حِکم عدیدة منها منع الانحرافات الجنسیّة و آثارها السیئة، و لهذا السبب فإن الشارع المقدّس لم یجعل فی هذا الزواج بعض الأحکام الخاصة بالزواج الدائم. و قد حددّ الإسلام من البدایة مصیر ...
  • ما هو المراد من قول الله تعالى: {وَ مَنْ کَانَ فِی هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِی الآخِرَةِ أَعْمَى}؟ و هل أن الأعمى فی الآخرة لا یملک أی إحساس أو إدراک أو مشاهدة؟
    9135 التفسیر 2007/03/17
    لیس المراد من العمى فی هذه الآیة الکریمة[i]، و ما یشابهها من الآیات[ii] هو العمى الجسمانی فی هذه الدنیا، بل المراد هو أن الشخص یجلب لنفسه العمى عن قصد و تعمد. بمعنى أنه على الرغم من أنه یرى التجلیات الإلهیة و أحقیة الرسول(صلى الله ...
  • لماذا یجب أن تدار أمور الاسلام من قبل الفقهاء؟
    5648 الکلام الجدید 2008/08/23
    الاسلام هو الدین الخاتم و أحکامه و قوانینه و تعالیمه ثابتة و لها صفة الخلود، و کما کان هو الحلاّل لجمیع المشاکل منذ الیوم الأول کذلک یبقی للأبد. من جانب آخر فان الاوضاع و الظروف تتجدد فی کل یوم فتولد أوضاع و ظروف مغایرة تماماً للظروف القدیمة.و الدین الاسلامی ...
  • مع فرض غلاء الماء، فما هو العمل بالنسبة لغسل الجنابة؟
    5149 الحقوق والاحکام 2009/04/20
    إن غسل الجنابة لذاته مستحب، و لکنه واجب بسبب أداء الصلاة او القیام بالاعمال المتوقفة علی الطهارة[1]، و أما إذا کان الماء غالیاً إلى درجة تفوق الوسع، أو أن شراءه یسبب الکلفة و الحرج غیر المتحمل فإن الغسل لیس بواجب، و یمکنک الاستعاضة عنه بالتیمم
  • لماذا نخشى الموت؟
    6352 الکلام القدیم 2012/02/19
    یمکن ارجاع الخوف من الموت الى عوامل مختلفة نشیر الیها هنا بصورة مختصرة.1. اعتقاد الکثیر من الناس بان الموت یعنی الفناء و العدم و ضیاع کل شیء، و من البدیهی أن الانسان بطبعه لا یحب الفناء و العدم و یخشاهما. و لاریب أن الانسان اذا فسّر الموت بهذا المعنى ...
  • ما حكم نجاسة الطوائف التالية: النصارى، اليهود، الكفار؟
    8551 الحقوق والاحکام 2012/03/12
    يتفق فقهاء الشيعة- تقريبا- على نجاسة الكفار؛ و أما بالنسبة الى نجاسة أهل الكتاب فقد اختلفت كلمتهم، و من هنا يجب على المكلف – إن لم يكن مجتهداً- الرجوع الى فتوى المرجع الذي يقلده و العمل وفقا لرأيه او الاحتياط. ...
  • هل يسعى الائمة للسيطرة و حروب الهيمنة؟ و هل حكمهم وراثي؟
    4938 الکلام القدیم 2012/04/10
    من يلاحظ السيرة الذاتية لجميع الائمة و تاريخهم الذي امتد الى اكثر من قرنين يكتشف و بوضوح تام عدم تعطشهم للسلطة و الهيمنة، بل كانوا بعيدين كل البعد عن حب الجاه و السلطة. فالامام الذي يرفض الحكم لمجرد وجود شرط واحد لا يرتضيه لنفسه او يصف الحكم ...
  • ما حکم الصداقة بین الجنسین؟
    5340 الحقوق والاحکام 2012/05/20
    جواب سماحة آیة الله مهدي هادوي الطهراني (دامت برکاته) حول السؤال المذکور هو کما یلي: ان کل علاقة بین الجنسین تستلزم اموراً محرمة کالنظر المحرم او لمس البدن فهي حرام الا ان یکون إحدهما محرماً بالنسبة للآخر. ان أي تلذذ بین ...
  • هل وجود الاستاذ و المرشد فی عملیة التزکیة و اعداد النفس ضروری؟
    7544 العملیة 2008/01/16
    من المسلم ان طریق تزکیة النفس و تهذیبها یعتبر من الطرق المعقدة و الشائکة، من هنا فهو بحاجة الى وجود استاذ و ان الاستاذ الاول للانسان هو الله تعالى بالاضافة الى ما اودعه الله تعالى فی الانسان من الفطرة التی ترشد الانسان الى هذا الطریق، کذلک زود الله تعالى الانسان ...
  • ما الفرق بین علم الله و قدرته و عدالته و حیاته وب ین نفس هذه الصفات فی الإنسان؟
    5613 الکلام القدیم 2010/08/05
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257246 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128142 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59836 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56856 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49737 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...