بحث متقدم
الزيارة
6146
محدثة عن: 2007/08/21
خلاصة السؤال
ما هو عمل الامام بعد الظهور وسبب شهادته وکیفیة قلعه للظلم؟
السؤال
ماذا یفعل إمام الزمان (عج) بعد الغیبة الکبرى؟ و هل صحیح أنه یستشهد على ید عجوز ذات لحیة؟ و کیف یحدث ذلک مع انه قد تم اقتلاع جذور الظلم و الجور على یدیه(عج)؟
الجواب الإجمالي

یسعى الإمام الحجة (عج) فی ذلک الوقت لحشد کل الإمکانات المعنویة و المادیة لإقامة حکومة العدل الإلهی و تحقیق العدالة العالمیة التی تعد من أغلى أمانی البشریة و تطلعاتها و أهم أهدافها، فیعیش الناس جمیعاً بکرامة و عزة، و یحققون کل أمنیاتهم الخضراء فی جمیع مناحی الحیاة، و فی ذلک الوقت یتم تعرف الإمام القائم (عج) إلى کل أرجاء العالم من خلال الصیحة التی تملأ آفاق السماء و یدخل فی طاعته جمیع محبی العدالة و المتطلعین إلى إقامة الحق فینضوی الجمیع تحت اللواء الخفاء الجمیل لحکومة الإمام المهدی (عج).[1] و من الطبیعی فإن الإمام یصطدم مع کل من یحاول أن یقف فی وجه تحقیق هذه الأهداف المقدسة للبشریة جمعاء، و سوف یکون النصر المؤزر و الغلبة المطلقة من نصیب الإمام (ع) على جمیع المعاندین و المنکرین و الظلمة، کما یصرح بذلک القرآن الکریم فی الآیة 5 من سورة القصص «وَ نُریدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثین‏»، و یتضح هذا الامر فی خطاب الإمام (عج) الذی یلقیه إلى جانب بیت الله الحرام کما جاء فی روایة الإمام الباقر (ع).[2]

أما بالنسبة لشهادة الإمام (عج) أو رحلته فهناک العدید من الروایات التی وصلت إلینا، و حیث أن هذه الحادثة تتعلق بالزمن المستقبل فلا یمکن إثباتها إلاّ عن طریق النقل، و لکن الحدیث المتعلق بشهادة الإمام (عج) على ید امرأة عجوز لم یکن مورد قبول أکثر العلماء، و لا یمکن تأیید ذلک بشکل قطعی، و کما یقول بعض المحققین فإن الحدیث لم یرد إلاّ فی کتاب إلزام الناصب.[3]

أما بالنسبة لاجتثاث الظلم على یدیه، لابد من التوجه إلى ما هو حتمی و مسلّم یتمثل فی أن حکم العالم بید الإمام المهدی (عج) على أساس العدل الشامل سوف یتحقق، و إن سلطة الظالمین و تسلطهم لا مکان له فی ظل تلک الحکومة بعد اندحارها و کسر شوکتها، و لکنه مع ذلک لا یوجد دلیل على أنه لا تبقى أرضیة لأی ذنب و مخالفة فردیة أو شخصیة فی ذلک العصر.

المصادر للمطالعة:

1- کتاب الغیبة، النعمانی، ص329-331.

2- نظرة إلى حکومة المهدی (عج)، نجم الدین الطبسی.

3- بحار الأنوار، العلامة المجلسی، ج52، ص337، 338.

4- کمال الدین، الشیخ الصدوق، ص372.

5- عصر الحیاة، محمد حکیمی.

6- المهدی مظهر الأمل و النجاة، عزیز الله الحیدری.



[1] انظر: مواضیع ذات صلة: علامات ظهور الإمام المهدی (عج) رقم السؤال 49و535؛ خصائص المجتمع بعد ظهور الإمام (عج) رقم السؤال 127.

[2] النعمانی، محمد إبراهیم، کتاب الغیبة، ص329-331.

[3] الطبسی، نجم الدین، نظرة إلى حکومة المهدی (عج)، ص215.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257244 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49732 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...