بحث متقدم
الزيارة
4818
محدثة عن: 2009/02/07
خلاصة السؤال
ما هی وظیفة الانسان اذا شاهد عملیة الزنا؟
السؤال
لو فرضنا ان الانسان دخل مکانا ما و شاهد عملیة الزنا فما هو تکلیفه؟
الجواب الإجمالي

ان الزنا من الکبائر التی حذر القرآن الکریم منها " و لاتقربوا الزنا انه کان فاحشة و ساء سبیلا"؛ فاذا لم یکن الانسان مکلفا بمراقبة هذه الاماکن التی تمارس فیها الرذیلة و مع ذلک دخل المکان و هو یعلم بان عملیة الزنا تمارس فیه فقد ارتکب محرما فیجب علیه الاستغفار و التوبة؛ و فی نفس الوقت یجب علیه بالمقدار الممکن النهی عن المنکر و الحد من هذه العمل القبیح.

اما الانسان الذی یشاهد الزنا بطریقة الصدفة کأن یدخل المکان فیرى ذلک العمل یمارس فیه، فلایعد مرتکبا للمحرم، لکن یجب علیه بالمقدار الممکن النهی عن المنکر و الحد من اقتراف الجریمة، و یسقط النهی عن المنکر اذا کان فیه خطر على نفسه او ماله او عرضه لکن یجب علیه مغادرة المکان کما یجب علیه الحد منه من خلال الطرق القانونیة ان امکن ذالک.

الجواب التفصيلي

للاجابة عن السؤال المذکور لابد من الالتفات الى الامور التالیة:

1- ان الزنا من الکبائر التی تترتب علیها آثار مدمرة على المستویین الفردی و الاجتماعی؛ من هنا نرى القرآن المجید یتشدد فیها کثیراً فلاینهی عنها فقط بل ینهى حتى عن الاقتراب منها" و لاتقربوا الزنا انه کان فاحشة و ساء سبیلا"[1]

فلم تقل الآیة: لا تزنوا، بل قالت: لا تقربوا هذا العمل الشائن، و هذا الأسلوب فی النهی فضلا عمّا یحمله من تأکید، فإنّه یوضح أنّ هناک مقدمات تجر إلى الزنا ینبغی تجنبها و عدم مقاربتها.[2] و من هذه المقدمات حضور المجالس التی یمارس فیها الزنا فلابد من الابتعاد عنها الا لمن کلف من قبل الحاکم الشرعی أو الحکومة الاسلامیة بمراقبة ذلک و التصدی له.

2- بدیهی ان الدخول اختیارا فی المکان الذی یمارس فیها الزنا من المحرمات کما یظهر من العروة ان الأقوى عدم جواز النظر إلى الزانیین لتحمّل الشهادة[3]، الا اذا کان مأمورا من قبل الحاکم الشرعی بمراقبة مثل هذه الاماکن التی تمارس فیها الرذیلة. فعلى کل حال یجب على الذین یدخلون مثل هکذا أماکن من دون مبرر شرعی أو قانونی أن یستغفروا الله و یتوبوا من ذلک و یجب علیهم النهی عن المنکر بالحد الممکن و الحد من اقتراف الجریمة.

3- اما اذا شاهد الانسان عملیة الزنا من دون علم سابق بالقضیة کأن دخل المکان فوجد من یمارس الزنا؛ فلایعد مرتکبا للحرام لکن یجب علیه بالمقدار الممکن النهی عن المنکر و الحد من اقتراف الجریمة، و یسقط النهی عن المنکر اذا کان فیه خطر على نفسه او ماله أو عرضه.[4] لکن یجب علیه مغادرة المکان کما یجب علیه الحد عنه من خلال الطرق القانونیة ان امکن ذالک.



[1] الاسراء،32.

[2] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏8، ص: 463.

[3] الیزدی، محمد کاظم، العروة الوثقی المحشی، ج 5، ص 496، مسئله 35؛ وقد اجازه السید الکلبایکانی عند الضرورة.( انظر نفس المصدر)

[4] الامام الخمینی(ره)، توضیح المسائل، ص 398.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279357 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256903 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128056 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112876 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88917 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59625 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59354 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56810 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49382 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47110 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...