بحث متقدم
الزيارة
6108
محدثة عن: 2007/12/10
خلاصة السؤال
لماذا لا یهدی الله الفاسقین؟
السؤال
لماذا لا یهدی الله الفاسقین؟
الجواب الإجمالي

الهدایة على عدة أقسام:

1- الهدایة التکوینیة العمومیة، و هی الفطرة التوحیدیة، و الهدایة الأولیة التی یستفید منها جمیع الناس، و على أساس الآیات القرآنیة فإن الله تعالى یشمل بعنایته جمیع الناس فی المراحل الأولیة، و قد فتح أمامهم أبواب السعادة و الفلاح بلحاظ البعد الفطری و البعد التشریعی.

2- الهدایة التکوینیة الموهوبة للمؤمنین و المتقین خاصة، و لا یستفید منها الظالمون و الکافرون و الفساق.

و ذلک لأن المؤمنین یمتلکون المؤهلات التی تجعلهم یستفیدون من هذه الهدایة و ذلک من خلال حفاظهم على سلامة الفطرة التوحیدیة و الهدایة الأولیة، و لکن الفاسقین و الکافرین أضاعوا هذا الکنز الثمین و لوثوا فطرتهم من خلال الإعراض عن أوامر الله و عدم السیر فی طریق الهدایة، و لذلک فقد أصبحوا محرومین من فیض هذه الهدایة.

الجواب التفصيلي

الهدایة من مادة (هدى) بمعنى الإرشاد و الدلالة و المعرفة.[1] و الهدایة مصطلح کلامی و عرفانی بمعنى الدلالة و الإشارة إلى طریق الخیر و الصواب.[2] و الفسق مصطلح أخلاقی و فقهی، و فی اللغة هو الانحراف عن الأوامر الإلهیة و یشمل الکافر و المسلم العاصی، و یقولون فی الشرع هو ارتکاب الکبائر او الإصرار على الصغیرة من الکبائر.[3]

و على هذا الأساس، فإن الفاسق یطلق على الشخص الذی ینحرف عن الأوامر الإلهیة و لا یعتنی بقوانینه و یظهر مخالفتها.

الله سبحانه هو منبع فیض الهدایة، و قد خلق جمیع الناس على فطرة التوحید الطاهرة و مسیر الهدایة، کما أودع فی نفوسهم الفطرة التوحیدیة، المتمثلة بالمیل الداخلی النفسی الى الحق و طلب العدالة.

و جمیع الذین یمتلکون نوایا طاهرة و صالحة و یحملون روح التسلیم مقابل الحق تعالى مشمولون بالهدایة الإلهیة، و لم یکن فیض خالق هذا العالم قاصراً عن بلوغ موجود من الموجودات، و حتى الشیطان الذی هو قائد لکل الضالین و المفسدین فإنه خلق على أساس سلامة الفطرة، و لکنه بعد أن رفض الانصیاع لأوامر الله فی السجود لآدم (ع) طرد من ساحة الرحمة الإلهیة.

و من أجل أن یتضح الجواب عن هذا السؤال نرى من الضروری البحث عن الهدایة و أقسامها، لیتضح سبب عدم شمول الهدایة الإلهیة للفاسقین «وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفَاسِقِینَ».[4]

(الهدایة) بمعنى إراءة الطریق و تقابلها (الضلالة) بمعنى إضاعة الطریق. و للهدایة عدة أقسام:

1- الهدایة العامة الشاملة لجمیع الموجودات (الهدایة التکوینیة العامة) «الَّذِی خَلَقَ فَسَوَّى * وَ الَّذِی قَدَّرَ فَهَدَى»،[5] «قَالَ رَبُّنَا الَّذِی أَعْطَى کُلَّ شَیْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى».[6]

و فی هذه المرحلة تنال الهدایة الإلهیة جمیع الناس، و لا تتخلف هدایته العامة الشاملة عن أی شخص فی هذا المجال، و هذه الهدایة الإلهیة العامة تشمل أفراد الإنسان على صورتین و نحوین، ففی المرحلة الأولى تشمله بصورة فطریة، بمعنى أن الله سبحانه أودع فی فطرة الإنسان و ترکیبه النفسی المیل إلى التوحید، أی أنه أوجده و خلقه على أساس الفطرة التوحیدیة، المتمثلة بالقوة التی تجذب الإنسان و تشده إلى التوحید و العدالة و فعل الخیر و... «فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا»،[7] و هذه الهدایة التکوینیة تمثل الأرضیة الممهدة لهدایة أخرى تتمثل بالهدایة التشریعیة، و قد أرسل الله سبحانه رسله إلى الناس فی إطار الهدایة التشریعیة لیستأدوهم میثاق فطرته التی أودعها فی نفوسهم، «فبعث فیهم رسله، و واتر إلیهم أنبیاءه، لیستأدوهم میثاق فطرته...».[8] و فی هذه المرحلة و هذا النوع من الهدایة تکون نعمة الاستفادة من الأنبیاء و المرسلین شاملة و عامة لکل الناس، و إن جمیع أصناف الناس و طبقاتهم تقع مورد خطاب الأنبیاء و الرسل إلى الداعی إلى الفلاح و السعادة و على طبق الآیة الشریفة فی قوله تعالى: «إِنَّ عَلَیْنَا لَلْهُدَى»،[9] فإن الله سبحانه یرى أن  من وظائفه سبحانه هدایة البشر و ارشادهم الى الطریق القویم، و لکن الناس ینقسمون بالنسبة لتعاطیهم مع الهدایة الإلهیة إلى قسمین، بعضهم شاکر لهذه النعمة و بعضهم أظهر الکفر بهذه النعمة. «إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاکِراً وَ إِمَّا کَفُوراً».[10]

و على هذا الأساس فإن الإنسان الذی یقابل نعمة الهدایة الإلهیة على مستوى ( الهدایة التکوینیة و التشریعیة) بالشکر، فإنه یکون موردا للعنایة الخاصة لله سبحانه لیستفید من أنواع الهدایة الأخرى التی تتلو هذا النوع من أنواع الهدایة. و یکون فی مقدمة هؤلاء المشمولین بالهدایة الخاصة المؤمنون و المتقون من بنی الإنسان.

و أما أولئک الذین لا یعرفون قدر هذه النعمة الإلهیة، فإنهم محرمون من نعمة الهدایة الخاصة و التکمیلیة، و إن الفاسقین من هذا القبیل من الناس.

2- الهدایة الإلهیة الخاصة للإنسان (الهدایة التکوینیة الموهوبة).

و هذا النوع من الهدایة یشمل حال المؤمنین و المتقین. و للمفسرین ثلاثة آراء فی کونه مختصاً بالمؤمنین، و ذلک فی تفسیرهم لقوله تعالى فی الآیة الشریفة: «ذَلِکَ الْکِتَابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدىً لِلْمُتَّقِینَ».[11] فقد جاءت أقوالهم على النحو التالی:

1- یعتقد البعض أن هدایة القرآن عامة شاملة، و إن الآیة التی تؤکد اختصاص الهدایة بالمتقین ناظرة إلى أن المتقین و المؤمنین هم الذین یستفیدون من هذه الهدایة.[12] و على هذا الرأی فإن القرآن الکریم لم یشر إلى اختصاص الهدایة التشریعیة بقوم دون قوم، و لکن غایة الأمر أن الناس انقسموا إزاء هذه الهدایة إلى فرقتین: بعضهم لم یستمع و لم یصغ لصوت الهدایة الإلهیة «وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا یَسْمَعُوا»،[13] و أما المتقون فإنهم یستفیدون من هذا النوع من أنواع الهدایة الإلهیة، و الآیات التی تخصص الهدایة ناظرة إلى هؤلاء.

2- یرى العلامة الطباطبائی، أن المراد بالهدایة فی الآیة فی قوله «هُدىً لِلْمُتَّقِینَ»، هی الهدایة التکوینیة الموهوبة لا الهدایة التشریعیة الابتدائیة. و سبب و سر اختصاصها بهم لأنهم احتفظوا بالسبب الذی جعلهم مورد هذه الهدایة و هو سلامة الفطرة و نقائها من التلوث.[14]

3- الرأی الثالث بخصوص الهدایة الإلهیة الخاصة یتلخص بالآتی:

إن المقصود فی الآیة من قوله تعالى: «هُدىً لِلْمُتَّقِینَ» هی الهدایة التکوینیة (الإیصال إلى المطلوب)، و هی متأخرة عن الهدایة التشریعیة العامة للقرآن (إراءة الطریق) و إن المراد من المتقین هم الذین یحافظون على سلامة فطرتهم من التلوث من جانب، و یسیرون على هدى القرآن لیقطعوا شوطاً فی هذا الطریق من جانب آخر، و عند ذاک تأتی الهدایة الخاصة (الإیصال إلى المطلوب).[15]

و على هذا الأساس، فإن المراد فی قوله تعالى: «وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفَاسِقِینَ»[16] الهدایة التکوینیة الثانویة الموهوبة، و لیس الهدایة التشریعیة. و ذلک لأن الانحراف عن الهدایة الأولى المتمثلة بالفسق و الخسران هو الذی بسبب الحرمان من الهدایة الثانویة (الإیصال إلى المطلوب).[17]

و بما أن الله سبحانه بیّن معالم دینه و معارفه لکل الناس، و أوصلها إلى آذان الجمیع، و لم یقصر فیضه عن أی موجود فی هذا العالم، و إن إفاضة الهدایة و التوفیقات لذلک تعتمد على قبول الإنسان نفسه و من البدیهی أنه فی حال انعدام أرضیة القبول، و عدم وجود تأثیر الهادی المرشد، لایکون الإرشاد ضروریاً و أن الآیة الشریفة: «وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِیهِمْ خَیْراً لأسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ»،[18] یحتمل أن تکون ناظرة إلى هذا المفهوم لتلقی علیه الأضواء.[19] مضافاً إلى ذلک ان فی هذه الآیة الشریفة هناک إشارة إلى هذه المسألة: إن الذین لا توجد فی نفوسهم الأرضیة الملائمة لقبول أنواع الهدایة الإلهیة، فإنهم حتى لو وقعوا فی دائرة الهدایة الخاصة فإنهم یعرضون عنها و یتراجعون.[20]

و بغض النظر عما تقدم، فإن الکثیر من هذه الآیات،[21] تتحدث عن المنافقین و الکافرین، حیث عبر عنهم القرآن بأسماء متعددة منها الظالمون و الکافرون و الفاسقون و ... ، و حیث أن هؤلاء نسوا الله و خرجوا عن طریق الهدایة، فإنهم محرومون من هدایة الله الخاصة.[22]



[1] صحاح اللغة، ج 6، ص 2533.

[2] السجادی، السید جعفر، فرهنگ معارف اسلامی" معجم المعارف الاسلامیة"، ج 4، ص 622.

[3] نفس المصدر، ص 446.

[4] الصف، 5.

[5] الأعلى، 2 و 3.

[6] طه، 50.

[7] الروم، 30.

[8] معادیخواه، عبد المجید، خورشید بی غروب (ترجمة نهج البلاغة) الخطبة رقم 1.

[9] اللیل، 2.

[10] الإنسان، 3.

[11] البقرة، 2.

[12] الطبرسی، مجمع البیان، ج1 ، ص 118.

[13] الأعراف، 198.

[14] الطباطبائی، السید محمد حسین، المیزان، ج 1، ص 45.

[15] جوادی الآملی، عبد الله،تفسیر تسنیم، ج 2، ص 140.

[16] الصف، 5.

[17] الطباطبائی، السید محمد حسین، المیزان، ج 1، ص 72.

[18] الأنفال، 23.

[19] هاشمی الرفسنجانی، أکبر، تفسیر راهنما، ج6 ، ص 454.

[20] المصدر نفسه.

[21] الآیات من هذا القبیل تقول: «وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفَاسِقِینَ»، «إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ کَذَّابٌ».

[22] میر باقری، سید محسن، سیمای انسان مختار در قرآن" سمات الإنسان المختار فی القرآن"، ص 152.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257239 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113243 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59550 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49729 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...