بحث متقدم
الزيارة
6217
محدثة عن: 2011/01/08
خلاصة السؤال
کیف یمکن إرشاد الشخص المنحرف عن الطریق أخلاقیاً الى طریقة الهدایة؟
السؤال
لی صدیق یصغرنی حدود عشر سنوات و یحمل رغبة عارمة و شدیدة بایجاد علاقة مع الفتیات، و کذلک هو تارک للصلاة! مع هذه الحالة التی هو فیها ما السبیل الذی ینبغی اعتماده لارشاده الى الطریق السوی؟ الرجاء التلطف ببیان الارشادات المناسبة لهذه القضیة.
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

قضیة الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر من المسائل التی أولاها الاسلام أهمیة کبیرة و اعتبرها احدى الوظائف التی یجب على المسلم تحملها و القیام بها مع توفر شروط خاصة ذکرت فی محلها. و من الجدیر بالاهتمام هنا الالتفات الى طریقة و اسلوب الامر بالمعروف و النهی عن المنکر. و إن أفضل عمل فی هذه القضیة التذکیر و بیان عقبى الذنوب و الآثار السیئة التی تترتب على المستویین الدنیوی و الاخروی معاً، و أن یتم کل ذلک بخطاب و کلمات لطیفة و عبارات تنم عن الحب و الاحترام و الملاطفة و باخلاق حسنة و هذا ما دعتنا الیه التعالیم الاسلامیة القرآنیة منها و الحدیثیة، فعندما نطالع القرآن الکریم نجد الباری تعالى یخاطب نبیّه الکریم (ص) بان یدعو الناس بالحکمة و الموعظة الحسنة، بل الاکثر من ذلک یرى القرآن الکریم أن هذا هو السر فی نجاح الانبیاء فی دعوتهم التوحیدیة و لولا ذلک لما وصلوا الى تلک الدرجة من النجاح و التوفیق فی العمل قال تعالى فی کتابه الکریم: "فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ کُنْتَ فَظًّا غَلیظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلین‏"[1]

انطلاقاً من ذلک ینبغی أن تنطلق مع صدیقک من بوابة الصداقة و باسلوب لین و عبارات لطیفة و بیان النعم الالهیة التی أنعم بها الله تعالى على الانسان ثم بیان الآثار الوخیمة و العواقب السیئة التی تترتب دنیویاً و أخرویاً على معصیة الباری و الانجرار وراء الاهواء و الشهوات بطریقة فاسدة و اشباعها بطریقة مخالفة للشریعة.

اضف الى ذلک هنا یمکن التذکیر بأمور مهمة و خطیرة، منها:

الاول: ان تبین لصدیقک اهمیة ان یدرک الانسان قیمته کانسان و الموضع المناسب الذی یضع نفسه فیه.

الثانی: التذکیر بعاقیة المنحرفین و منزلتهم فی المجتمع و مدى الهوان و النظرة السلبیة التی ینظر الیهم المجتمع بها الیهم. و کذلک حالة تأنیب الظمیر التی ستبقى تلاحق الانسان طوال حیاته!!

الثالث :و الاهم من ذلک کله انه مهما عمل من صغیرة او کبیرة لا تخفى على الله تعالى و على إمامه علیه السلام و هل یوجد عاقل یرضى لنفسه أن تکون صحیفة اعماله سوداء و ملطخة بالرذائل أمام ربّه و مقابل امامه!!!

الرابع: التذکیر بامر وجدانی و هو: انه صحیح انه ینطلق من الشهورة فی الرغبة فی العلاقة مع الفتیات ولکن هل یرضى لغیره من الشاب ان یقیم تلک العلاقة مع اخواته وبنات عمه و....

قَالَ أَبُو بَصِیرٍ لِلصَّادِقِ (ع) الرَّجُلُ تَمُرُّ بِهِ الْمَرْأَةُ فَیَنْظُرُ إِلَى خَلْفِهَا؟ قَالَ: أَ یَسُرُّ أَحَدُکُمْ أَنْ یُنْظَرَ إِلَى أَهْلِهِ وَ ذَاتِ قَرَابَتِهِ؟!!! قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَارْضَ لِلنَّاسِ مَا تَرْضَاهُ لِنَفْسِکَ.[2]  فکیف بالزنا و تشویه اعراض الناس!!!

و هناک روایة یرویها الامام احمد فی مسنده نذکرها لعمیم الفائدة: قال الإمام أحمد : حدثنا یزید بن هارون، حدثنا جریر حدثنا سلیم بن عامر عن أبی أمامة أن فتى شابا أتى النبی صلّى اللّه علیه و سلّم فقال: یا رسول اللّه ائذن لی بالزنا، فأقبل القوم علیه فزجروه، و قالوا: مه مه، فقال «ادنه» فدنا منه قریبا، فقال «اجلس» فجلس، فقال «أ تحبه لأمک»؟ قال:لا و اللّه، جعلنی اللّه فداک، قال: و لا الناس یحبونه لأمهاتهم، قال: «أ فتحبه لابنتک؟» قال: لا و اللّه یا رسول اللّه، جعلنی اللّه فداک، قال: و لا الناس یحبونه لبناتهم. قال: «أ فتحبه لأختک؟» قال: لا و اللّه، جعلنی اللّه فداک، قال: و لا الناس یحبونه لأخواتهم، قال «أ فتحبه لعمتک؟» قال: لا و اللّه یا رسول اللّه، جعلنی اللّه فداک، قال: و لا الناس یحبونه لعماتهم، قال «أ فتحبه لخالتک؟» قال: لا و اللّه یا رسول اللّه، جعلنی اللّه فداک، قال: و لا الناس یحبونه لخالاتهم، قال فوضع یده علیه، و قال «اللهم اغفر ذنبه، و طهر قلبه، و أحصن فرجه» قال: فلم یکن بعد ذلک الفتى یلتفت إلى شی‏ء.[3]


[1] آل عمران،159.

[2] من‏لایحضره‏الفقیه ج : 4 ص : 19، رقم الحدیث 4972.

[3] تفسیر القرآن العظیم (ابن کثیر)، ج‏5، ص: 67، نقلا عن المسند 5/ 356، 357.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279468 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257334 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128196 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113312 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89026 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59878 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59589 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56881 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49821 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47190 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...