بحث متقدم
الزيارة
8861
محدثة عن: 2006/05/20
خلاصة السؤال
ما هو الدین؟
السؤال
ما هو الدین؟
الجواب الإجمالي

طرح الغربیون آراء و موضوعات کثیرة فیما یتصل بتفسیر الدین، و قد استخدم القرآن مفردة «الدین» فی موضعین: 1- الدلالة علی شی أنماط الایمان بالغیب، سواء کان اعتقاداً حقاً أم باطلاً: (لکم دینکم ولی دین). 2- الدلالة على الدیانات السماویة الإلهیة خاصة: (ان الدین عند الله الإسلام).

و فی تعریفنا للدین نأخذ الاستخدام الثانی بنظر الاعتبار، و هو الدل على الدیانات الإلهیة بمعنی یتضمن مستویات و مراحل متعددة، نظیر: الدین کما هو فی ذاته، و الدین المرسل.

الجواب التفصيلي

طرح الغربیون آراء و موضوعات کثیرة فیما یتصل بتفسیر الدین، یذکر جون هیک فی کتاب «فلسفة الدین» تعریفات متنوعة طرحت فی ضوء و جهات نظر مختلفة حول الدین، کما یلی:

أ. تعریف علم النفس: «الدین مشاعر الأشخاص و سلوکهم و تجاربهم فی لحظات الوحدة، و ذلک حین یجدون أنفسهم فی مواجهة کل ما یصفونه بأنه إلهی». (ولیم جیمس).

ب. تعریف اجتماعی: «الدین مجموعة من المعتقدات و السلوکیات و الطقوس و المؤسسات الدینیة التی أنشأها فی المجتمعات المختلفة». (تالکوت بارسونز).

جـ . تعریف الاتجاه الطباعی: « الدین مجموعة من الأوامر و النواهی التی تعیق الحرکة الحرة لمواهبنا». (س. رایناخ). و فی السیاق ذاته یقول ماثیو آرنولد بلهجة أکثر تعاطفاً: «الدین هو تلک الأخلاق ذاتها، التی اکتسبت السمو و الدفء و الوضوح، بفضل المشاعر و العواطف».

د. التعریفات الدینیة من قبیل القول بأن الدین «هو الاعتراف بحقیقة مفادها ان سائر الکائنات تمثل تعبیراً عن قوة هی أبعد من علومنا و معارفنا». (هربرت سبنسر). [1]

ان تنوع هذه التفسیرات بلغ درجة اضطرت علماء الغرب إلى الاعتراف بأن «مصطلح الدین لا ینطوی على دلالة واحدة تحظى بقبول الجمیع، بل ثمة ظواهر متنوعة کثیرة تدخل فی نطاق دلالة المصطلح هذا، و هی ظواهر ترتبط ببعضها على نحو من الأنحاء، ارتباطاً یسمیه لودفیغ فتحنشتاین بالتشابه فی الفصیلة أو العائله Family resemblance». [2]

استخدم القرآن مفردة الدین فی موضعین:

1- فی الدلالة على شی أنماط الإیمان بالغیب، سواء کان اعتقاداً‌ حقاً أم باطلاً: (لکم دینکم ولی دین)[3] .

2- فی الدلالة على الدیانات السماویة الإلهیة خاصة: «ان الدین عند الله الإسلام»[4].

و فی تعریفنا للدین نأخذ الاستخدام الثانی بنظر الاعتبار، و هو الدال على الدیانات الإلهیة بمعنی یتضمن مستویات و مراحل متعددة، نظیر الدین کما هو فی ذاته (الدین فی مستوی نفس الأمر و الواقع) و الدین المرسل[5].

لمزید من الاطلاع لاحظ:

1. هادوی طهرانی، ولایت و دیانت"الولایة و الدیانة"، مؤسسه فرهنگی خانه خرد " مؤسسة دار العقل الثقافیة"، قم، ط 2، 1380.



[1]- لاحظ: جون هیک، فلسفه دین، ص 22، 23 ترجمة بهرام راد، تحریر: بهاء الدین خرمشاهی. انتشارات بین‌المللی هدی. طهران، 1372.

[2]- جون هیک، مصدر سابق، ص 23-24.

[3]- الکافرون، 6.

[4]‌- آل عمران، 19.

[5]- لاحظ الموضوع العام: مستویات الدین.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279458 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257317 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128185 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113302 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89018 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59870 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59578 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56877 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49808 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47183 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...